استنباط المبادئ والقيم والأساليب التربوية في بناء
الإنسان
من آيات الصيام من سورة البقرة.
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ
كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ البقرة:
١٨٣.
1-
الإيمان
{يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا}
إن الإيمان ركيزة
من ركائز الحياة وأساس من أسسها وقاعدة من قواعد التربية التي لا يمكن أن تصلح إلا
بها، والركن الإساسي الذي تبدأ به التربية الإسلامية في تكوين شخصية المسلم،
فلا حياة طيبة،
ولا تربية ناجحة بدون إيمان، فقد كلف الله الإنسان بهذا التكليف، فهو حق الله عز
وجل على عباده، من
حققه كان له الفوز والفلاح والنجاح، والتمكين في الأرض، ومن أخلّ به كان
له الخسران المبين
.
فحقيقة الإيمان
مركب من قول
وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب، واللسان، والجوارح. فهذه أربعة أمور جامعة لأمور
دين الإسلام.
الأول: قول القلب: وهو تصديقه، وإيقانه
واعتقاده.
الثاني: قول اللسان: وهو
النطق بالشهادتين: شهادة أن الا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، و الإقرار
بلوازمها.
الثالث: عمل القلب: النية، والإخلاص
والمحبة والإنقياد والإقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه.
الرابع: عمل اللسان والجوارح:
فعمل اللسان ما لا يؤدي إلا به كتلاوة القرآن والدعاء والذكر وعمل الجوارح ما لا
يؤدي إلا بها وهي تشمل القيام بشعائر الدين كلها.
إن الإيمان أساس كل عقيدة موجهة للتربية ومؤثرة في السلوك،
ومحددة للشخصية
الآثار التربوية المترتبة على مبدأ الإيمان بالله:
1 - تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى وحده.
2 - يمد
المؤمن بطاقة روحية تعينه على تحمل مشاق الحياة وتحمل مسئوليته.
3 -الشعور
بالأمن والطمأنينة فالمؤمن دائم التوجه إلى
-الله تعالى- في عبادته، وفي سائر أعماله وأقواله فيشعر أن -الله تعالى- معه
دائماً حينما سار وهو في عونه دائما،ً وهذا يجعل للصوم أثر في إيجاد الطمأنينة في
النفس واالإستقرار.
4 -محبة
الله ورضاه وولايته للمؤمنين، الإيمان يثمر محبة الله للعبد، والتي تثمر محبة المؤمنين
له، ومن َّ أحبه الله حبب فيه عباده المؤمنين، وبذلك تحصل السعادة والفلاح.
5 -ينمي
الرقابة الذاتية ويحرر العقل من التخبط والفوضى، فالتخبط والفوضى تنشأ عن خلو
القلب من العقيدة الإسلامية القائمة على الإيمان الصحيح، لأن من خلا قلبه منها فهو
إما فارغ القلب، وإما متخبط في ضلالات العقائد والخرافات.
6 -يغرس
في النفس الثقة والرضا، إن الإيمان -بالله تعالى- أثراً هائلاً في النفس الإنسانية
فهو يهيؤها دائماً للرضا، وللعمل الجاد المثمر.
7 -الراحة
النفسية والفكرية، الإيمان يصل المؤمن بخالقه فلا قلق في النفس ولا اضطراب في الفكر،
فريضى به رباً مدبراً وحاكماً مشرعاً فيطمئن قلبه، وينشرح صدره، ويرضى بما قسمه الله
له، وبما قدره عليه.
8 -الاهتمام بالجانب الوجداني للمتعلم عن طريق
زيادة الإيمان وتقويته وذلك بالعبادات والطاعات كالصيام والتطوع.
2-
النداء واليقظة والإدراك
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}
نداء
الناس بالاسم المحبوب لديهم أو الصفة وغيرها أقرب للاستجابة والطاعة، ونداء
المؤمنين بوصف (الإيمان) المحبَّب إليهم فيه مراعاة لطبيعة النفس البشرية التي
يشقُّ عليها التكليف، فتحتاج إلى ما يسهّل عليها قبوله والاستجابة له، وإلى ما
يستجيشها ويحثّها ويدفعها للقيام به، فكان هذا النداء بهذا الوصف تسهيلًا
وترغيبًا، وحثًّا، وتذكيرًا بأنّ الإيمان بالله يقتضي الاستجابة لأمره مهما كان
شاقًّا على النفس.
عليك
بمعرفة ذاتك من خلال تحليل شخصيتك من صفات وسلبيات ونقاط الضعف ونقاط القوة.
3-
الهدف
{كُتِبَ } صياغة
التكليف بالأسلوب الخبري -المشتق من جذر (كتب)- الدالّ على الأمر والإلزام دون
التكليف الإنشائي الصريح (صوموا) وذلك؛ ليكون أدعى لتحفيز الإيمان، وهذه طريقة
مثلى لتلقي الحكم من الله بالتسليم والرضا.
كتابة
الهدف والعادات السلبية التي تريد تركها
وكتابة العادات التي تود غرسها في شخصيتك.
معرفة
نقاط القوة ونقاط الضعف.
تبدأ بكتابة الخطة التي تتبعها في خطوات الوصول للهدف.
ضع لنفسك أهدافًا واقعية وقابلة للتحقيق:
تعرف
على ما تحتاج إلى تحقيقه وفي أي مدة؟ لا تكذب على نفسك. إن تخصيص ساعة واحدة لمهمة
تعرف أنت بنفسك أنها ستتطلب وقتًا أطول بكثير لا معنى له.
تحديد
المناطق الضعيفة لديك: هذه هي الخطوة
الأولى لتحديد الأهداف لمعرفة سبب وأين تكافح. تقنيات ادارة الوقت شاملة لأنها
تغطي جميع القضايا الرئيسية التي يواجهها الناس. مع توفر العديد من النصائح ،
تحتاج إلى التركيز على تلك التي تحل نقاط الألم وتجاهل الباقي. على سبيل المثال ،
إذا كنت تكافح لادارة الوقت في حياتك الشخصية ، فجرب الأساليب التي تساعد في إدارة
الأعمال اليومية.
حدد
شخصيتك: تقييم السمات
الشخصية التي تسبب المشكلة. هل أنت شخص مماطل رئيسي؟ أم أنك تختار مهمة جديدة
بسرعة ولكنك تكافح لإنهائها؟ قبل قراءة الوصفة الطبية، قم بتشخيص حالتك. يمكنك
تجربة اختبار الشخصية لفهم خصائصك.
اجعل
الأهداف محددة: لا يمكنك إصابة
هدفين بسهام واحدة. قم بتضييق نطاق تركيزك على هدف واحد معزز وجعله محددًا. على
سبيل المثال ، “أريد أن أصبح أفضل في ادارة الوقت.” غامضة ولا يمكن قياسها. الهدف
الأفضل هو “أريد تخصيص ست ساعات لنتيجة مركزة في العمل”.
ضع
جدولًا زمنيًا: إن تحديد هدف
جديد والعمل عليه في اليومين الأولين أمر سهل ؛ إنه مدعوم بالدافع. ولكن عندما
ينضب الدافع الأولي ، قد تفقد مسار التقدم. وبالتالي ، حدد جدولًا زمنيًا وموعدًا
نهائيًا لتحقيق الهدف. ليس من الضروري أن تكون مثالية ، ولكن يجب أن تكون بمثابة
دليل. على سبيل المثال ، “سأقصر ساعات عملي على ست ساعات بنهاية هذا الشهر”.
4-
النموذج
{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى
الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ} البقرة: ١٨٣
هذه
جعلها الله غاية سامية للمؤمنين ترتجى وتطلب من خلال صيام شهر رمضان إيماناً
جملة
( كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم)
ظاهرة لتخفيف التكليف، وأن الناس قبلكم قد صاموا ، فليست هي من العبادات التي
لاتطاق.
الصفوةُ
الذين أحكمت الدعوة المحمدية بناءهم ظاهراً وباطناً؛ فوضعوا طاقاتهم وإمكاناتهم
على طريق البناء المتميز للأُمّة.
فمن
خلال مدارسة سيرتهم نستفيد من تجاربهم فإنهم النموذج والقدوة والمثل لنا نقتدي
بهم.
5-
الوقاية
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} واحتساباً. فلينظر
المسلم في عظمة كل من الغاية والوسيلة؛ أرأيت!! لعلكم تتصفون بمنقبة التقوى فتكون
سجية لكم، فتصبحوا وتمسوا والتقوى نور يضيء تصرفاتكم، وقوة باعثة على استقامتكم
ونصرتكم لدين الله في أنفسكم وفيمن ولاكم الله أمرهم صادقين مخلصين.
فقد
جاء النداء بقوله تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} والنداء بالإيمان لا يكون إلا للتنبيه على
أمر مهم، يتمثل في عظم المنادى من أجله وهو "الصيام" الذي هو عبادة تقصد
لتزكية النفس ورياضتها، وعظم الغاية المبتغاة منه وهي "التقوى"
وفيهما صلاح حال الفرد والمجتمع.
أن
الله فرض علينا الصوم ليثبت التقوى في قلوبنا، والله إنما يكرم العباد لتقواهم،
فهو سبحانه لا ينظر إلى صور العباد وأشكالهم، بل إلى قلوبهم التي هي محل التقوى، وأعمالهم
القائمة على أساس من التقوى.
وحقيقة
التقوى أن يعرف العبد ربه بآياته ومخلوقاته فيخاف منه ويفزع فيحاذر أن يقع في
معصيته، ويعرف رحمته ومغفرته ونعمه التي لا تحصى وما أعده لعباده المؤمنين فإذا به
يسارع إلى رضاه، ولا ينال العبد ذلك إلا بالمداومة على الطاعة، وإقامة الفرائض
والازدياد من النوافل وفق ما أمر الله به، وعمل به رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فالتقوى أن تعمل بطاعة الله على
نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله
ولهذا خُتمت آيات الصوم بقوله تعاىل: {لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ{.
قبل أن تفعل فعلاً قبل أن تتأكد نتيجة عملك
وعلاقته بالتقوى
الآثار التربوية المترتبة على مبدأ التقوى
للتقوى
آثار تربوية عظيمة، فهي تربي الإنسان على حب الله
وطاعته، وتكسبه حياة طيبة في الدنيا والآخرة، وتجعل من الإنسان النموذج الصالح
الذي يلتزم بما أمر الله به وعمّا نهى عنه المولى سبحانه.
ومن هذه الآثار
-1 قوة
مراقبة الضمير الحي تمنع
المؤمن من الوقوع في المعصية، وإذا رجعنا إلى آية 183 من سورة البقرة، التي ختمت
النداء بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. لوجدنا أن الصوم يربي في المؤمن
مراقبة الله عزوجل وخشيته فلا يمتنع عن شهواته ويقاومها إلا لأنه يراقب ربه
ويخشاه، وهو بإمكانه أن يأكل ويشرب حيث لا يراه أحد، ولكنه يعلم أن الله عز وجل
يراه فيذعن لأمره، ويكف من أجله عن سيئاته
-2 سد باب
الفتنة والإغواء، الجانب
المادي هو وسيلة الشيطان إلى إغواء الإنسان وفتنته. وبالصوم الذي يوجد التقوى يسد
هذا المنفذ في وجهه ويتحكم في هذا الجانب
فلا يكون له من القوة والسيطرة التي تجعل للشيطان سبيلاً على المؤمن، وإلى هذا
الأثر التربوي يشير قول الرسول صلى الله
عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: "إذا
كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين "
-3 إدراك
ثمرة التقوى، إن
من نتائج الأثر السلوكي للصوم أن الصائم يدرك ويحس أثر ثمرة التقوى في سلوكه مع
نفسه وتعامله مع الآخرين، ولا شك أن طريق
العبادة يقود إلى تقوى الله ومراقبته ومخافته في السر والعلن.
-4 اكتساب
الفضائل ومحاربة الرذائل،
بما أن المسلم قد عاش مع الصيام فكراً وعملاً لا شك أنه يكسبه حب الفضائل والحرص
على اكتسابها والعمل على أن يكون من أهلها ومحاربة الرذائل بشتى أنواعها وصورها،
ذلك أن الصوم مدرسة يتربى فيها كل مسلم فيقوم بعمل يصلح النفوس ويسمو بها ويدفعه
إلى اكتساب المحامد والبعد عن المفاسد
-5 تطهير النفس من درن المعاصي، أن تزكية النفوس
وتطهيرها مسئولية كل مسلم مباشرة وخاصة، وإذا ما تدبرنا إشعاعات التقوى وجدنا أنها
تتضمن من الأسرار والأنوار مالا يدخل تحت حصر، فما أشبهها بمرآه نقية ترسل الضوء
في كل اتجاه وتعكس النور من كل ناحية فما أوسع منطقة الإشعاع لهذه الكلمة الربانية
وكل ما ذكرنا للصوم من أسرار تكمن في التقوى، إن لهذه الكلمة علامة وثيقة
بالتغيير في وجدان المؤمن وفي محيطه .
6 -السمو
والرقي بالإنسان، إن الآثار التربوية التي يكتسبها المسلم ويستفيد منها من
خلال التقوى هي جماع الخير وعنوانه فالتقوى مدرسة ربانية تصل العبد بخالقه وتفتح
أمامه أبواب الترقي وتمنحه فرص السمو والرفعة، فالمسلم التقي يطلب المكانة الحقة
عند الله تعالى ولا يأبه لأعراض الدنيا ومنازل الناس فيها وما تعرى به ذوي الشهوات
والأهواء.
مدارسة قصص الناجحين وقصص الفاشلين
والاستفادة
منهم بما يتناسب مع شخصيتك
التقوي
ان تبتعد عن الاشواك التي تضرني
الخطوات
تليق بالتقوي
6-
تنظيم وادارة الوقت
يُقصد بإدارة الوقت أي إدارة عملك للتأكد من أنك تقضي وقتك بوعي
وبفعالية قدر الإمكان. يمكن أن تؤدي إلى زيادة الإنتاجية، ولكن الميزة الأكبر هي
القدرة على تحديد أولويات يومك
بشكل أفضل حتى تتمكن من توفير مساحة للراحة والعناية بالنفس.
·
معرفة سبب ضياع الوقت
·
معرفة الاشياء التي كنت تتمنى
ان تجد الوقت لانجازها
·
إنجاز
العمل ضمن "أُطر زمنية". حيث تساعدك على تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء
أصغر، ثم إكمالها في فترة زمنية معقولة. يجب أن يكون لكل مهمة إطار زمني خاص
بها
·
ابدأ
بتحديد أولوياتك اليومية أو الأسبوعية. بعد ذلك، جَمِّعِ المهام المتشابهة بحيث
يمكنك العمل عليها في وقت واحد.
·
ضع
كل مهامك القادمة في مكان واحد. وبعد ذلك، بمجرد كتابة كل ما تحتاج إلى القيام به،
رتب عملك وحدّد أولوياته.
·
بدلًا
من محاولة اكتشاف ما يجب أن تفعله في الصباح، اقضِ الخمس دقائق الأخيرة من كل يوم
في التخطيط لليوم التالي. يمكن أن يزيد هذا من الحافز لأنك تعرف بالضبط ما تفعله
كل يوم.
·
خذ
بعض الوقت للنظر في المهام التي التزمت بها منذ فترة وما زلت تعمل عليها. هل هناك
أي مهمة موجودة حاليًا على جدول أعمالك لم تعد متوافقة مع أهداف فريقك؟
7-
العطاء
توجد
للعطاء آثارٌ إيجابيّة كثيرة تعود بالنفع على صاحبه، والمُجتمع بشكل عام، ومن هذه
الآثار ما يأتي:
1. يزيد من طاقات الفرد والأمة، ويشحذ
الهِمم.
2. يساعد
على كسب المحبّة، والاحترام، والثقة من قِبل الناس، والعائلة، والمجتمع، والشعور بالرضى
الذاتي.
3. كسب
رضى الله تعالى، ونيل الأجر.
4. توسيع
آفاق الأمّة لبناء وتنمية مجتمع متماسك، وخَلق نوع من الثقة، والحب، والترابط بين
أفراده.
5. الانغماس
في عمل الخير، والتضحية، ومُساعدة المُستَضعفين، والشعور بلذّة العطاء، الأمر الذي
يقي صاحبه من هموم كثيرة تقف عائقاً في حياته.
6. معرفة
الشخص بعطائه وما يقدّمه من أعمال خيّرة متواصلة.
توجد للعطاء صور وأشكال كثيرة، فليس من الضروري
أن يكون ماديّاً فقط، حيث إنّ العطاء المعنوي أكثر أهميّةً بالنسبة لفئات معيّنة
من المال، أو المسكن، أو الملبس، وغيرها الماديّات، مثل حاجة بعض الناس للحب،
والتقدير، والاحترام، والعرفان، والشعور بأنّ لهم دور مهم في الحياة، وهذا ما
يُسمّى العطاء غير المنظور، ومن أشكاله أيضاً كالآتي:
1. إفشاء السلام، وذلك لأنّه ينشر المحبة،
والمودّة، والأُلفة بين الناس، فيُضفي على الحياة بهجةً وأماناً، وهو من أفضل
الطرق للتعارف بين الناس، وتعزيز الترابُط بينهم، لذا يُعتبر شكل من أشكال العطاء
النافع للفرد والمجتمع، إضافةً إلى سهولته، وإمكانيّة تقديمه في كلّ زمان، ومكان.
2. إدخال السرور على قلوب الآخرين، فإلى
جانب كونه من أشكال الصدقة، يعد عطاءً أيضاً، وله أثر كبير على فئات معينة من
المجتمع.
الآثار الإيجابية للعطاء
1. الشعور بالرضا
الذاتي: يعتبر
العطاء والتبرع بالمال أو الوقت أو الموارد الأخرى مصدرًا للشعور بالرضا الذاتي
والثقة بالنفس، حيث يعتبر الإحساس بالرضا بعد تقديم المساعدة والدعم مصدرًا
للسعادة الدائمة والإيجابية.
2. الحد من التوتر والقلق: يمكن للعطاء أن يعمل على
تقليل مستويات التوتر والقلق والتوتر العصبي، حيث يمكن للأشخاص الذين يتبرعون
بالمال أو الوقت أو الموارد الأخرى أن يشعروا بالسعادة والراحة بسبب المساهمة في
خدمة الآخرين.
3. تحسين الصحة العامة: يعتبر العطاء
والتبرع بالوقت والمال مصدرًا للصحة والعافية، حيث يمكن للعطاء أن يساعد في تحسين
صحة القلب والدورة الدموية والمناعة وتقليل مستويات الإجهاد والتوتر.
4. تطوير الشخصية: يمكن للعطاء أن يعمل على
تطوير الشخصية والمهارات، حيث يمكن للأشخاص الذين يتبرعون بالوقت والمال أن
يكتسبوا مهارات جديدة ويتعلموا كيفية التعامل مع الآخرين وتحسين العلاقات
الإنسانية.
5. تحسين العلاقات: يمكن للعطاء أن يعمل على
تحسين العلاقات بين الأفراد والمجتمعات، حيث يمكن للأشخاص الذين يتبرعون بالوقت
والمال أن يعملوا على تعزيز الروابط الاجتماعية والتآزر بين الأفراد
8-
المنهج
القرآن
هو المنهج
لقد أودع الله تعالى في
القرآن الکريم المنهج الأمثل لبناء الإنسان بناءً کاملا، موافقا للفطرة والعقل،
صالحا لکل زمان ومکان، شاملا لکل جوانبه، ليکون مؤهلا لأعلى درجات الکمال البشري
في الدين والدنيا.
ومن أهم جوانب هذا المنهج العظيم:
منهجه في بناء الإنسان فکريا؛
لأن الإنسان أسيرٌ لفکره وتصوراته، کما أنه محاط بمذاهب وتيارات منحرفة شتى، تنأى
به -إن اتبعها- بعيدا عن الصراط المستقيم.
معالم منهج القرآن في بناء
الإنسان فکريا في ثلاثة معالم:
أولها: العناية بالعقل،
وثانيها: تعظيم أصول الدين،
وثالثها: قيامه على الوسطية والاعتدال.
وقد تمثلت عناية القرآن
بالعقل في تشريفه بالتکليف.
والمحافظة عليه من کل ما
يفسده ماديا أو معنويا.
وفي تحريره من التقليد والتعطيل.
وتربيته على المنهج العلمي الصحيح.
وحثه على کل ما ينمِّيه ويزکِّيه.
وتمثل منهجه في تعظيم أصول
الدين في الأمر باتباعها، ووجوب تقديسها.
ووجوب الرجوع لأهل العلم.
وتحريم الخوض في الدين بغير علم.
وتمثل منهجه في بناء الفکر
على الوسطية في تقريره لوسطية العقيدة والشريعة والأخلاق؛ فقرر وضوحها جميعا،
ويسرها، واقعيتها، وبعدها عن الغلو أو التقصير، وثباتها ومرونتها، وموافقة للفطرة
السليمة، وللعقل الصحيح.
وعلى هذه المعالم الثلاثة قام الفکر الإسلامي، فکان -ولا يزال- مثالا للفکر الوسطي، فوسع
أمم الأرض على اختلاف مللهم وأزمنتهم وأماکنهم، وأفاد البشرية في کل فروع العلم
والمعرفة.
9-
المرونة
تحويل
العسر الى اليسر
استخدام
البدائل
قد
تتساءل لماذا المرونة مهمة؟ المرونة مهمة لأننا لا نستطيع الهروب من المواقف
الصعبة في الحياة. سيكون هناك دائمًا تحدٍ يجب التغلب عليه وإذا كنا مرنين فسنكون
قادرين على مواجهة هذه التحديات بفعالية. تساعدنا المرونة على التعامل مع الصعوبات
ومعرفة أننا قادرون على تجاوزها.
إن
المرونة مهارة حياتية قيمة للغاية لأنها مفتاح تعلم كيفية النهوض والاستمرار بعد
مواجهة تحدي صعب، مهما كان هذا التحدي. عندما نكون مرنين، فإننا نثق في أنفسنا
وقدراتنا بشكل أكبر. هذه صفات رائعة لحياتنا بشكل عام، حيث سنؤمن بأنفسنا أكثر
ونكون أكثر تحفيزًا للنجاح.
إن
الموقف المرن مهم في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك العمل والعلاقات والمنزل
والشخصية. قد تواجه مجالات مختلفة تحديات في أوقات مختلفة، لذا فإن بناء مرونتك
الشاملة سيساعدك على التعامل مع أي تحديات تواجهك.
إن
المرونة تسمح لك أولاً بقبول الموقف ثم التكيف معه، والتغلب على الصعوبات بثقة في
نفسك بأنك قادر على القيام بذلك. إذن، لماذا تعد المرونة مهمة؟ لأن المرونة تزودك
بالمهارات والثقة والمعرفة التي تحتاجها للتغلب على الصعوبات، ورفع نفسك بعد الفشل
وتحقيق ما تسعى إليه!
تتمثل عناصر المرونة السبعة فيما يلي:
الكفاءة - الاعتقاد
بأنك مؤهل وقادر على التعامل مع أي موقف قد تلقيه الحياة عليك يمنحك القوة
الداخلية لمواجهة الصعوبات.
الثقة - يمكنك تطوير الثقة من خلال إظهار الكفاءة، وهو ما
يعني مواجهة المواقف الحقيقية وبناء الثقة بمرور الوقت بأنك قادر على التعامل معها.
التواصل -
إن
وجود نظام دعم موثوق به حولك أمر مهم حقًا لمساعدتك على تطوير المرونة. يمكن أن
تساعدك الروابط الوثيقة مع العائلة والأصدقاء على التعامل مع الأحداث الصعبة في
حياتك. يمكنك الاعتماد عليهم عندما تحتاج إلى الدعم.
الشخصية - يمكن
للأفراد تطوير احترام الذات والثقة في أنفسهم من خلال تطوير شخصيتهم. تساعدك
الأخلاق (معرفة ما هو الصواب والخطأ) على اتخاذ قرارات مسؤولة وكذلك تطوير الثقة
والمساهمة في المجتمع.
المساهمة - إن
الشعور بالهدف هو أمر قوي حقًا لتحفيزك في الحياة. إن المساهمة في مجتمعك يمكن أن
تكون مجزية حقًا وتساعدك على تطوير العلاقات مع الأشخاص من حولك.
التكيف -
تعتمد
المرونة على كيفية التعامل مع الضغوط. إن تطوير استراتيجيات التكيف الصحية سيساعدك
على التعامل مع الضغوط والشدائد بشكل أفضل.
السيطرة -
إن
إدراكك لسيطرتك على القرارات التي تتخذها في حياتك قد يساعدك على الشعور بمزيد من
التمكين في حياتك. إن التعامل مع القضايا من منظور حل المشكلات سوف يسمح لك
بالسيطرة على الأمور التي يمكنك التحكم فيها في الحياة، مما يثبت كفاءتك.
10-
تعويض ما فات
{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ
أَيَّامٍ أُخَرَ}
شغل
الوقت في طاعة الله، في الذكر، في حفظ القرآن، في تلاوة القرآن، في التسبيح
والتهليل، والتحدث مع الأهل في حاجات البيت بما يحصل به الخير وسعادة البال من دون
إثم ولا قطيعة رحم، يتحدث مع أهله، يحدث أهل البيت في حاجاتهم فيما لا محذور فيه
من المعاشرة الطيبة، مع أولاده، في الخير، في النصيحة، مع جلسائه، شغل الوقت،
الوقت يكون محفوظًا فيما ينفع، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ}يعني:
يغفل عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ
قَرِينٌ [الزخرف: 36]وقال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }[الكهف:
28] يعني ضائعًا.
فالمؤمن
هكذا يكون ذاكرًا لله أينما كان، يتذكر عظمته، ويتذكر حقه، ويتذكر حق العباد،
ويتذكر حق أهله وحق أولاده وحق زوجته، وهكذا لا يضيع شيئًا، مع زوجته بالأخلاق
الطيبة والأخلاق الكريمة وحسن الخلق وطلاقة الوجه، ومع أولاده كذلك، ومع جلسائه
الطيبين ومع المسلمين بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والتذكير بالله والدعوة إليه،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بكلام طيب، بطلاقة وجه، بعبارات حسنة، بالأسلوب
الطيب، بالرفق؛ حتى يؤثر فيمن يتحدث معهم.
5 أشياء تتسبّب في ضياع الوقت
مشكلة
عدم الإنجاز بسبب مضيعة الوقت؛ سنجد أن هنا 5 أشياء تتسبّب في حدوث تلك المشكلة
وبضبط استخدامها سيتحسن الأمر كثيرًا:
1.
الموبايل: هو أول
أكثر ما يتسبب في هدر الوقت إما بإجراء مكالمات تستغرق وقتًأ طويلًا أو الألعاب أو
التطبيقات.
2.
وسائل التواصل الاجتماعي: إنها
آفة تبديد الوقت، تجلس ساعات طويلة تتصفح وتُطالع أمور غير هامة على الإطلاق.
3.
قراءة الأخبار: سواء
كانت أخبار اجتماعية، سياسية أو حتى المُتعلقة بالجريمة إذا كنت من مُحبي هذا
النوع.
4.
الثرثرة بلا هدف: مكالمة
مع الأصدقاء، جلسة مع زميل بالعمل تظل تتحدث بها وتتعطل عن إنجاز ما عليك.
5.
الملل: هو
شعور سيء يجعلك فاقد للشغف وغير قادر على التركيز أو العمل.
علاج ضياع الوقت
نتفق
جميعًأ أن مشكلة هدر الوقت من المشاكل المؤرقة والتي يرى البعض صعوبة في علاجها؛
ولكن في الحقيقة كل ما يتطلبه الأمر هو إرادة قوية وقرار حاسم يتبعه الخطوات
التالية:
·
حدد السبب الرئيسي لهدر
الوقت وخذ قرار بإيقافه على الفور أو تقنينه على الأقل.
·
حدد هدفك بطريقة صحيحة
لأن هذا سيوفر عليك وقت كثير (عليك تعيين ما يجب إنجازه بشكل واضح وفي وقت مُحدد)
·
حدد
مهام اليوم في الليلة السابقة؛ لأن هذا سيجعلك أحرص على الوقت وأكثر تنظيمًأ
وبالتالي أكثر إنجازًأ.
·
قسم أهدافك إلى خطوات
صغيرة حتى تكون واقعية التنفيذ ( لن تستطيع تحريك جبل من مكانه أنت فقط تستطيع نقل
مجموعة من الحصى)
·
أسلوب التحدي، تأكد في
قرارة نفسك أنك تستطيع إنجاز الأمر وأنه بإمكانك التخلص من الكسل وأن ما تحتاجه هو
تحدي نفسك فقط.
·
تحمل المسؤولية دائمًأ
وتأكد أن ما حدث كان خطأك وأنه بإمكانك إصلاح هذا الخطأ ( توقف عن لوم الآخرين).
·
ابدأ يومك باكرًأ لأن هذا
سيُشعرك ببركة أكبر بالوقت .
·
اعزل نفسك وقت
العمل وابعد كل المُشتات عنك.
·
ضع فاصل زمني جيد بين كل
مهمة وأخرى ( أنت لست آلة ولا تملك قدرات خارقة).
·
تكرار اللجوء والتضرع إلى من
يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
·
التوقف عن جلد الذات،
والاقتناع بعدم جدوى البكاء على اللبن المسكوب.
·
الحرص على بر الوالدين، وصلة
الرحم، وطلب الدعاء من الوالدين، ومعاونة المحتاجين ليكون العظيم في حاجتك.
·
خصص
جزءاً من وقتك لممارسة الرياضة، فهي تعطي الحيوية والنشاط للجسم، وكذلك تنشط خلايا
الدماغ.
11-
اليسر
قوله
تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ
مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}البقرة: 184 .
وإذا تأملت السنة النبوية لوجدتها زاخرة بأحاديث
كثيرة تحمل معاني اليسر في أمور الدين وعدم التنطع والتشدد في العبادات والطاعات،
فقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى أن من أهم ما تميزت به رسالة الإسلام عن غيرها
من الرسالات السماوية السابقة هي السماحة واليسر كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
"إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه،
فسددوا وقاربوا وأبشروا"
والسيرة النبوية التي هي الترجمة العملية لسنته صلى
الله عليه وسلم سترى فيها أن سلوك النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله مع صحابته
مبني على منهج التيسير والسماحة
12-
العلم
فضل العلم في الإسلام عظيم
حيث إِنَّ الْعِلْمَ مُورِثٌ لِلْخَشْيَةِ، مُثْمِرٌ لِلْعَمَلِ، يَقُولُ اللهُ
تَعَالَى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ}، فَمَنْ كَانَ بِاللهِ
أَعْرَفَ كَانَ مِنْهُ أَخْوَف، كما اسْتَشْهَدَ اللهُ أبأهْلَ الْعِلْمِ عَلَى
أَشْرَفِ مَشْهُودٍ بِهِ وَهُوَ التَّوْحِيدُ، وَقَرَنَ شَهَادَتَهُمْ
بِشَهَادَتَهِ وَبِشَهَادَةِ مَلائِكَتِهِ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ
وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ}، فَبَدَأَ سُبْحَانَهُ
بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ الْمُسَبِّحَةِ بِقُدْسِهِ، وَثَلَّثَ
بِأَهْلِ الْعِلْمِ، وَكَفَاهُمْ ذَلِكَ شَرَفًا وَفْضَلًا وَجَلالَةً وَنُبْلًا.
·
بالعلم تتطوّر الأمم والمجتمعات وتنهض، وبالجهل تتخلّف وتضمحل، العلم نور
والجهل ظلام، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} المجادلة:11.
·
العِلم هو أحد أعمدة بناء الأمم وتقدّمها، به تُبنى الأمم وتتقدّم، ويساعد
على النّهوض بالأمم المتأخّرة، ويقضي على التخلّف والرّجعية والفقر والجهل والأمية
وغيرها من الأمور الّتي تؤخّر الأمّة.
·
فالعلم من أهم ضروريات الحياة، كالمأكل والمشرب وغيرها، وهو العمود الأساسي
في تطوّر المجتمع، لا يستطيع أحد أن يُنكر أنّ النّمو الاجتماعي والاقتصادي في أيّ
أمّة مرتبط بالعلم، ولا يُنكر كذلك دوره في التقدّم والنّهوض بالدول
·
توسعة مدارك الفرد وقدرته على الفهم والإدراك والاستيعاب والتحليل والنظر
إلى الموضوع أو القضية من أكثر من زاويةٍ. العلم يكسب الفرد الاحترام الذاتي
والاحترام والتقدير والمهابة من قبل الآخرين ويرفع درجته كما أخبر بذلك القرآن
الكريم. العلم ينير العقل ويهدي إلى الحق والصواب إذا استخدم في الخير وقُصِد به
النفع للنفس وللناس.
·
بالعلم تستطيع كسب الرزق والحصول على الوظيفة الملائمة الثابتة في القطاع
الحكومي والخاص.
·
العلم يسهل على الفرد الحياة ويُطوع كل شيءٍ لخدمته من الطبيعة
والتكنولوجيا فيصبح كل شيءٍ بمتناول يديه.
· يعمل العلم على تهذيب النفوس.
· يساعد على الوصول للحقيقة، فالعلم يكشف
ظاهر الأشياء وباطنها.
· يحسن من المستوى المعيشي، فيمكن للإنسان
من خلاله الوصول للسعادة المعنوية والمادية، والحصول على وضع اجتماعي مرموق بين
الناس.
· يساهم في التخلص من الفقر والبطالة.
· يساعد على حل جميع المشكلات التي تواجه
المجتمع.
· يمكن من خلال المناقشات العلمية التخلص
من العادات السيئة للمجتمع.
· العلم يساهم في نهضة المجتمع من كل
جوانبه.
· القضاء على الأمراض من خلال اكتشاف
واختراع أدوية جديدة.
13-
الاولويات
الأولويات هي المهام أو الأهداف أو الأنشطة التي
تُعتبر أكثر أهمية أو استعجالًا أو تستحق اهتمامًا وموارد مقارنة بالأخرى. تمثل
الأولويات الأشياء التي يجب التعامل معها أو تحقيقها أولًا، استنادًا إلى أهميتها،
أو تأثيرها، أو حساسيتها للوقت. تساعد الأولويات الأفراد والمنظمات على توجيه
وقتهم وطاقتهم ومواردهم المحدودة بفعالية لتحقيق النتائج المرغوبة وتحقيق الأهداف.
يسهم وضوح الأولويات في اتخاذ القرارات بشكل أفضل، والتركيز، وزيادة الإنتاجية من
خلال ضمان توجيه الجهود نحو المهام أو الأهداف الأكثر حرجية وقيمة.
كيف
أرتب أولوياتي؟
- 1. تحديد الأهداف: ابدأ بتوضيح
أهدافك القصيرة والطويلة المدى. ما الذي تريد تحقيقه في مختلف جوانب حياتك،
مثل العمل، والتطور الشخصي، والصحة، والعلاقات، وغيرها؟
- 2. تقييم المهام والمسؤوليات: قم بإعداد قائمة
بجميع المهام والمسؤوليات التي لديك. قد تشمل هذه المشروعات العملية، والمهام
الشخصية، والالتزامات الاجتماعية، وما إلى ذلك.
- 3. تحديد الأهمية والاستعجال: قيِّم كل مهمة أو مسؤولية بناءً على أهميتها واستعجالها. الأهمية تشير إلى مدى صلة المهمة بأهدافك وقيمك. الاستعجال يشير إلى مدى حاجة المهمة إلى سرعة الإنجاز.
14-
الشكر
ولتكبرا
الله ولعلكم تشكرون
كيف
تشكر الله ان تجعل نفسك تستحق ما انعمه الله عليك
فإن الشكر لله سبحانه وتعالى يكون بالقلب واللسان
والجوارح.
بالقلب: بأن تعتقد أن هذه
النعمة التي حصلت لك إنما هي من فضل الله عليك، كما قال تعالى: وما بكم من نعمة
فمن الله.[النحل:53]
وباللسان: بالتحدث
بنعم الله عليك من باب إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وليس من باب التفاخر على
العباد، كما قال تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث.[الضحى:11]
وبالجوارح: بتسخيرها
في طاعة الله عز وجل، كما قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً(سـبأ: من
الآية13).
كما يكون الشكر بصرف هذه النعمة وتسخيرها في مرضات
الله، والابتعاد عما حرم الله سبحانه وتعالى. وأما
كيف يكون التصدق لوجه الله، فيكون بإخراج المال وإعطائه للفقراء والمساكين وغيرهم
من أهل الحاجة، طلبا لثواب الله سبحانه وتعالى. والله أعلم.
15-
المراقبة
وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ
إن
مراقبة الله هي دوام علم العبد وتيقُّنه باطلاع الحق سبحانه على ظاهره وباطنه،
فالله سبحانه ناظر إليه، سامع لقوله، عالم بسِرِّه وعلانيَّتِه، قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا
يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾ [سبأ:
2].
إن مراقبة الله واستشعار عظمته والخوف منه من أعظم العبادات
وأهم الواجبات على المسلم، وقد حذر سبحانه وتعالى من الغفلة عن ذلك فقال: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}البقرة: 235]، ويقول: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }غافر: 19
فاجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره، واجعل شكرك لمن لا
تنقطع نعمه عليك، واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه
وسلطانه..
إن الذين يتحلون بفضيلة المراقبة هم خيار العباد من
العقلاء، وصفوة الناس من الأتقياء، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره خفَّ يوم
القيامة حسابه وحضر له عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه
دامت حسراته، وطالت في ساحة القيامة وقفاته
والمراقبة هي التعبد باسمه
الرقيب ، الحفيظ ، العليم ، السميع ، البصير ، فمن عقل هذه الأسماء ، وتعبد
بمقتضاها : حصلت له المراقبة
.
أقوى عامل لبناء الذات هو مراقبة الله وأقوى عامل لهدم الذات هو
مراقبة الناس ومن وهب نفسه للدنيا لن تعطيه الدنيا إلا قطعة من الأرض ليُدفن فيها
ومن وهب نفسه لله سيعطيه الله جنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين ، هنيئاً
لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوي.