تدبر سورة إبراهيم
سورة
إبراهيم :
سميت هذه السورة
تخليدا لمآثر أب الأنبياء وإمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام , الذي حطم الأصنام
وحمل راية التوحيد , وجاء بالحنيفيه السمحة ودين الإسلام الذي بعث به خاتم
المرسلين , وقد قص علينا القران الكريم دعواته المباركات بعد انتهائه من بناء
البيت العتيق , وكلها دعوات إلى الإيمان والتوحيد
– سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم
لأنها تم فيها ذكر قصة سيدنا
ابراهيم عليه السلام وولده، حيث
أنها تضمنت قصة اسكان سيدنا ابراهيم للسيدة هاجر وابنه سيدنا اسماعيل بوادي ليس به
زرع أو ماء، وأسكنهم عند البيت المحرم، وعن شكر سيدنا ابراهيم عليه السلام لله
سبحانه وتعالى لأنه أنعم عليه بنعمة الولد حيث رزقه تعالى سيدنا اسماعيل وسيدنا
اسحاق.
– وقد تم تسمية سورة إبراهيم بهذا الاسم، حتى تكون
تخليداً لنبي الله ابراهيم عليه السلام أبو الانبياء الذي حطم الاصنام وبنى البيت
المحرم هو وابنه اسماعيل، والذي يرجع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم إليه.
سبب
تسمية سورة ابراهيم بهذا الاسم:
– سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم لأنها تم فيها ذكر
قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام وولده، حيث أنها تضمنت قصة اسكان سيدنا ابراهيم
للسيدة هاجر وابنه سيدنا اسماعيل بوادي ليس به زرع أو ماء، وأسكنهم عند البيت
المحرم، وعن شكر سيدنا ابراهيم عليه السلام لله سبحانه وتعالى لأنه أنعم عليه
بنعمة الولد حيث رزقه تعالى سيدنا اسماعيل وسيدنا اسحاق.
– وقد تم تسمية سورة إبراهيم بهذا الاسم، حتى
تكون تخليداً لنبي الله ابراهيم عليه السلام أبو الانبياء الذي حطم الاصنام وبنى
البيت المحرم هو وابنه اسماعيل، والذي يرجع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم إليه.
فضل سورة ابراهيم:
– هي من السور التي لها فضل عظيم عند قراءتها، حيث
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: (من قرأ هذه السورة أعطي من الحسنات بعدد من عبد
الأصنام، وعدد من لم يعبدها، ومن كتبها في خرقة بيضاء وعلقها على طفل، أمن عليه من
البكاء والفزع، ومما يصيب الصبيان).
– كما قال عليه الصلاة والسلام لسيدنا على بن ابي
طالب (يا علي مَن قرأَ سورة إِبراهيم كان في الجنَّة رفيق إِبراهيم، وله مثلُ ثواب
إِبراهيم، وله بكلِّ آية قرأَها مثلُ ثواب إِحق بن إِبراهيم).
– عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال : (من قرأ
سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة ، لم يصبه فقر أبدا ، ولا جنون
ولا بلوى).
– قال الإمام الصادق عليه السّلام: (من كتبها على
خرقة بيضاء وجعلها على عضد طفل صغير ، أمن من البكاء والفزع والتوابع ، وسهل اللّه
فطامه عليه بإذن اللّه تعالى)
– لم يرد سبب معين لنزول سورة ابراهيم، ولكن آيات السورة الكريمة نزلت لكي تؤكد أن الله حق وانه سبحانه وتعالى بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنه هو رسول الله.
– ويقال أن من أسباب نزول الآية رقم 27 حيث قال تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) ويقال أنها نزلت في عذاب القبر، حيث روى النسائي عن البراء: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ونزلت في عذاب القبر، يقال: من ربك؟ فيقول: ربي الله وديني دين محمد).
– وأن أسباب نزول الآيتان رقم 28 و29 أن قريش قد هزمت على يد المسلمين، فلقد نزلت في مشركين قريش بعد غزوة بدر، حيث قال تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا)، وذلك يعني أن الله بدل نعمته عليهم بسبب تكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم، ومحاربتهم للمسلمين والرسول وأن جزائهم الخسارة في الدنيا وجهنم وبئس المصير في الآخرة.
– ويقال أن الآيات التي نزلت في المدينة المنورة، نزلت في ابني مخزوم وبني أمية، حيث هلكت بني مخزوم في يوم معركة بدر، ووهناك من يقول أنها في المشركين كلهم حيث قال الحسن: (إنها عامة في جميع المشركين)، وقال ابن عباس: (هم قادة المشركين يوم بدر).
فضل سورة ابراهيم:
– هي من السور التي لها فضل عظيم عند قراءتها، حيث قال النبي صلّى
اللّه عليه وسلّم: (من قرأ هذه السورة أعطي من الحسنات بعدد من عبد الأصنام، وعدد
من لم يعبدها، ومن كتبها في خرقة بيضاء وعلقها على طفل، أمن عليه من البكاء
والفزع، ومما يصيب الصبيان).
– كما قال عليه الصلاة والسلام لسيدنا على بن ابي طالب (يا علي مَن قرأَ سورة
إِبراهيم كان في الجنَّة رفيق إِبراهيم، وله مثلُ ثواب إِبراهيم، وله بكلِّ آية
قرأَها مثلُ ثواب إِحق بن إِبراهيم)
– عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال : (من قرأ سورة إبراهيم
والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة ، لم يصبه فقر أبدا ، ولا جنون ولا بلوى).
– قال الإمام الصادق عليه السّلام: (من كتبها على خرقة بيضاء وجعلها
على عضد طفل صغير ، أمن من البكاء والفزع والتوابع ، وسهل اللّه فطامه عليه بإذن
اللّه تعالى)
السورة الوحيدة التي تكررت فيها الكلمات التالية ومشتقاتها: (1 مرّة):
صديد، يتجرعه، يسيغه، مصرخكم،
مصرخي، دار البوار، مقنعي، سرابيلهم، قطران، والآية {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ
مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ}.
هي أكثر سورة تكررت فيها الكلمات التالية ومشتقاتها: سخّر 4 مرّات (هي والنحل)، وبرزوا 2 مرّة.
المقدّمة (في الآية 1) وفيها بيان نعمة إنزال الكتاب، والذي
به إخراج الناس من الظلمات إلى النور، إلى صراط العزيز المحمود على كل حال؛
ثمّ (الآيات 2-4) الله
الذي له ما في السماوات وما في الأرض هو مرسل الرسل بهذه الكتب ليهدي بها من يشاء
ويضل من يشاء؛
ثمّ (الآيات
5-8) البشرى للمؤمنين بما حصل في قصة موسى عليه الصلاة والسلام، ونجاة قومه
بسبب إيمانهم وعبادتهم لله وحده؛
ثمّ (الآيات
9-17) الإنذار للكافرين مما حصل بهلاك أقوام نوح وعاد وثمود والذين من
بعدهم بسبب كفرهم بما أرسلت به رسلهم وبقائهم على ديانات آبائهم الباطلة؛
ثمّ (الآيات
18-20) ضرب سبحانه مثلاً بأن أعمال الكافرين كالرماد في اليوم العاصف لن
يجدوا منها ما ينفعهم، ويؤكد أنه إنما خلق السماوات والأرض بالحق وليس عبثاً، وأنه
إن شاء يأت بخلق جديد يطيعونه، وهو أمر عليه يسير؛
ثمّ (الآيات21-23)
ما يقرره سبحانه بما سيحصل يوم القيامة من عقاب المشركين وندمهم الشديد على عدم
إيمانهم وعلى اتباعهم شياطين الإنس والجن، ومن جزاء على الأعمال الصالحة، ودخول
المؤمنين الجنة؛
ثمّ (الآيات 24-26)
مَثل بليغ للناس لكي يتعظوا، بالشجرة الطيبة دلالة على ثمرة الإيمان بكلمة
التوحيد وحصول خيري الدنيا والآخرة وما فيهما من النعم الطيبة التي لا تحصى
بسببها، ومثل آخر بالشجرة الخبيثة دلالة على ثمرة الكفر وحصول الهلاك ومصائب
الدنيا والآخرة وفوات النعم التي لا تحصى بسببها.
الموضوع الثاني
في الآيات (27-52): عن
سنن الله الثابتة في الجزاء ومكافأة الناس على حسب أعمالهم في الدنيا، فمن آمن
وعمل صالحاً نال النصر والرزق والنعيم في الدنيا وفاز بالجنة في الآخرة، ومن كفر
وعصى خسر الدنيا والآخرة، ويتضمن سبعة أدلة على ثبات سنن الله في الحساب والجزاء
وصدق وعده ثم خاتمة، كما يلي:
(الآية 27)
تثبيت الله المؤمنين بالحق وكلمة التوحيد وبما جاء من الدين في الدنيا والآخرة،
وإضلال الظالمين عن الصواب في الدنيا والآخرة؛
ثمّ (الآيات 28-31)
تبديل قريش لنعمة الأمن في الحرم بالكفر المؤدي إلى الهلاك، لذلك حين خرجوا إلى
بدر فقُتلوا هنالك وصار مصيرهم النار، أما المؤمنون فعليهم دوام إقامة الصلاة
والإنفاق قبل أن يأتي يوم القيامة الذي لا تنفع فيه الأعمال؛
ثمّ (الآيات 32-34)
سنة الله في دوام نزول المطر وخروج الثمرات وتسخير الفلك والأنهار والشمس
والقمر، وآتاكم من كل ما سألتموه حسب مصالحكم، وإن نعم الله عليكم لكثرتها وتنوعها
لا تطيقون عدها، هذا مع ظلم الإنسان لنفسه وكثرة جحوده؛
(الآيات 35-41)
قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام واستجابة الله لدعائه بأن أعطاه الله الأمان،
وجنّبه وبنيه عبادة الأصنام، وجعل له ذرية تقيم الصلاة، ورزقهم من الثمرات، وجعل
أفئدة من الناس تهوي إليهم، ووهب له على الكبر إسماعيل وإسحاق، وتقبل دعاءه؛
ثمّ (الآيات
42-44) سنّة إمهال الله للظالمين على ظلمهم في الدنيا، حتى يقيم عليهم
الحجة يوم القيامة، حين يأتيهم العذاب ويطلبوا أن يمهلهم ويردهم إلى الدنيا، فلا
يستجيب لهم لأنهم، أقسموا من قبل وأنكروا وجود الآخرة وحصول العذاب؛
ثمّ (الآيات
45-46) قصّة ومثل، حول حقيقة أنهم يسكنون مساكن الذين ظلموا أنفسهم، ويرون
ماذا فعل الله بهم، وجريان سنته عليهم، مع أنهم مكروا مكراً يكاد يزيل الجبال
لعظمته؛
ثمّ (الآيات47-51)
تقرير من الله وتأكيد ثبات سننه، بإرسال الرسل، وصدق وعده بأنه سيبعث الناس
للحساب، وسيجزي كل نفس بما كسبت؛
ثمّ (الآية 52)
خاتمة وفيها تأكيد جميع ما جاء في السورة: وهو أن القرآن نعمة عظيمة، لأنه بلاغ
وإنذار للناس، وتذكير لأولي الألباب، بالأصل الثابت ومصدر النعم التي لا تحصى،
الله وحده لا شريك له، وما دونه فهو الخبث والبوار والهلاك.
.2- وباعتبار القصص والأمثال فإن نصف عدد
آيات السورة هي عبارة عن قصتين عن موسى وإبراهيم عليهما السلام تبيّنان أن نزول
الكتاب نعمة للمؤمنين (11 آية)، وقصة عن أقوام نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم
تبين أن الكفر بما جاء في الكتاب هلاك وخسران (9 آيات)، ومثلين عن أعمال الكافرين
كالرماد اشتدت به الريح فهو لا ينفعهم، وأن الإيمان كالشجرة الطيبة والكفر كالشجرة
الخبيثة (6 آيات). والنصف الثاني فيه موضوعين: الأول أن نزول الكتاب نعمة للمؤمنين
(13 آية)، والثاني حساب وجزاء الناس على مقدار أعمالهم في الدنيا (13 آية).
.3- سورة
إبراهيم تبين أن الحق الذي جاء في الكتاب، وهو
القرآن وآياته والمشار إليها في سورة الرعد، هو نعمة ما بعدها نعمة، لأن النعم
التي تحصل بسبب الإيمان واتباع الدين وطاعة الله لا تحصى. وفي المقابل فإن الخسائر
التي تحصل بسبب الكفر، خسائر عظيمة في الدنيا، وعذاب غليظ مقيم في الآخرة. كل شيء
من الله وحده، هذا ما أكدته الآيات والقصص وبينته. ولن ينقذ الناس من ظلمهم
لأنفسهم وظلم الطواغيت لهم والآلهة التي لا تملك لأنفسها ضراً ولا نفعاً سوى
إيمانهم واعتمادهم على الله وحده لا شريك له.
بعض
التفاصيل عن موضوع السورة:
موضوعات السورة
حسب ترتيب آياتها:
تنقسم السورة حسب ترتيب آياتها
إلى موضوعين رئيسيين في شقين متساويين من حيث عدد الآيات: الشق الأول تدور
موضوعاته حول نزول الكتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنه، فهو وحده
القادر على ذلك، الذي له ما في السماوات وما في الأرض لا شريك له (وهي نعمة عظيمة
ما بعدها نعمة)، والشق الثاني موضوعاته حول ثبات مشيئة الله وفعله في مخلوقاته،
وإمهاله لهم، وثبات سننه في الخلق والرزق وتسخير المخلوقات، ومزيد نعمه التي لا
تحصى، ونفاذ وعده، وجزاءه الناس كل على حسب أعماله وكسبه في الدنيا، إنه سريع
الحساب.
1- الموضوع الأول عن نزول الكتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله، في الآيات (1-26) ويتضمن مقدمة وستة أدلة على أن نزول الكتاب نعمة عظيمة، كما يلي:
- مقدمة وفيها بيان نعمة
إنزال الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم، والذي به إخراج الناس من الظلمات إلى
النور، إلى صراط العزيز المحمود على كل حال، في الآية
(1).
.1- الدليل الأول على نعمة نزول
الكتاب يتمثل في أن الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض هو مرسل الرسل بهذه
الكتب ليهدي بها من يشاء ويضل من يشاء، في الآيات
(2-4).
.2- الدليل
الثاني على نعمة نزول الكتاب هو البشرى بما
حصل في قصة موسى عليه الصلاة والسلام، ونجاة قومه بسبب إيمانهم وعبادتهم لله وحده،
في الآيات (5-8).
.3- الدليل
الثالث على نعمة نزول الكتاب هو الإنذار مما
حصل بهلاك أقوام نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم بسبب كفرهم بما أرسلت به رسلهم
وبقائهم على ديانات آبائهم الباطلة، في الآيات
(9-17).
.4- الدليل
الرابع على نعمة الإيمان واتباع الكتاب،
يتمثل في أنه سبحانه ضرب مثلاً بأن أعمال الكافرين كالرماد في اليوم العاصف لن
يجدوا منها ما ينفعهم. ويؤكد أنه إنما خلق السماوات والأرض بالحق وليس عبثاً، وأنه
إن شاء يأت بخلق جديد يطيعونه، وهو أمر عليه يسير، الآيات
(18-20).
.5- الدليل
الخامس هو ما يقرره سبحانه بما سيحصل يوم
القيامة من عقاب المشركين وندمهم الشديد على عدم إيمانهم وعلى اتباعهم شياطين
الإنس والجن، ومن جزاء على الأعمال الصالحة، ودخول المؤمنين الجنة، في الآيات، (21-23).
.6- الدليل
السادس يأتي على صيغة مثل بليغ للناس لكي
يتعظوا، بالشجرة الطيبة دلالة على ثمرة الإيمان بكلمة التوحيد وحصول خيري الدنيا
والآخرة وما فيهما من النعم الطيبة التي لا تحصى بسببها. ومثل آخر بالشجرة الخبيثة
دلالة على ثمرة الكفر وحصول الهلاك ومصائب الدنيا والآخرة وفوات النعم التي لا
تحصى بسببها، في الآيات، (24-26).
.2- الموضوع الثاني عن سنن الله الثابتة في الجزاء ومكافأة الناس على حسب أعمالهم في الدنيا، فمن آمن وعمل صالحاً نال النصر والرزق والنعيم في الدنيا وفاز بالجنة في الآخرة، ومن كفر وعصى خسر الدنيا والآخرة، كما في الآيات (27-52) ويتضمن سبعة أدلة على ثبات سنن الله في الحساب والجزاء وصدق وعده ثم خاتمة، كما يلي:
.1- الدليل
الأول تثبيت الله المؤمنين بالحق وكلمة
التوحيد وبما جاء من الدين في الدنيا والآخرة، وإضلال الظالمين عن الصواب في
الدنيا والآخرة، في الآية (27).
.2- الدليل
الثاني هو تبديل قريش لنعمة الأمن في الحرم
بالكفر المؤدي إلى الهلاك، حين خرجوا إلى بدر فقتلوا هنالك وصار مصيرهم النار
(والمراد العموم)، وقد جعلوا لله الأنداد ليضلوا بهم عن سبيله فليتمتعوا فإن
مصيرهم النار. أما المؤمنون فعليهم دوام إقامة الصلاة والإنفاق قبل أن يأتي يوم
القيامة الذي لا تنفع فيه هذه الأعمال، الآيات
(28-31).
.3- الدليل
الثالث هو سنة الله في دوام نزول المطر
وخروج الثمرات وتسخير الفلك والأنهار والشمس والقمر، وآتاكم كل ما سألتموه حسب
مصالحكم، وإن نعم الله عليكم لكثرتها وتنوعها لا تطيقون عدها، هذا مع ظلم الإنسان
لنفسه وكثرة جحوده، الآيات (32-34).
.4- الدليل
الرابع هو قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام
واستجابة الله لدعائه بأن أعطاه الله الأمان، وجنبه وبنيه عبادة الأصنام، وجعل له
ذرية تقيم الصلاة، ورزقهم من الثمرات، وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، ووهب له
على الكبر إسماعيل وإسحاق، وتقبل دعاءه، الآيات
(35-41).
.5- الدليل
الخامس هو سنة إمهال الله للظالمين على
ظلمهم في الدنيا، حتى يقيم عليهم الحجة يوم القيامة، حين يأتيهم العذاب ويطلبوا أن
يمهلهم ويردهم إلى الدنيا، فلا يستجيب لهم لأنهم، أقسموا من قبل وأنكروا وجود
الآخرة وحصول العذاب، الآيات (42-44).
.6- الدليل
السادس على صيغة قصة ومثل، وهو حقيقة أنهم
يسكنون مساكن الذين ظلموا أنفسهم، ويرون ماذا فعل الله بهم، وجريان سنته عليهم، مع
أنهم مكروا مكراً يكاد يزيل الجبال لعظمته، الآيات
(45-46).
.7- الدليل
السابع وفيه تقرير من الله وتأكيد ثبات
سننه، بإرسال الرسل، وصدق وعده بأنه سيبعث الناس للحساب، وسيجزي كل نفس بما كسبت،
الآيات (47-51).
.8- خاتمة
وفيها تأكيد جميع ما جاء في السورة: وهو أن القرآن نعمة عظيمة، لأنه بلاغ وإنذار
للناس، وتذكير لأولي الألباب، بالأصل الثابت ومصدر النعم التي لا تحصى، الله وحده
لا شريك له، وما دونه فهو الخبث والبوار والهلاك، الآية (52).
الموضوع الأول في الآيات (1-26): عن نزول الكتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن
الله، ويتضمّن مقدمة وستة أدلة على أن نزول الكتاب نعمة عظيمة، كما يلي:
المقدّمة
(في الآية 1) وفيها بيان نعمة إنزال الكتاب،
والذي به إخراج الناس من الظلمات إلى النور، إلى صراط العزيز المحمود على كل حال؛
(الآيات 2-4) الله
الذي له ما في السماوات وما في الأرض هو مرسل الرسل بهذه الكتب ليهدي بها من يشاء
ويضل من يشاء؛
(الآيات 5-8) البشرى
للمؤمنين بما حصل في قصة موسى عليه الصلاة والسلام، ونجاة قومه بسبب إيمانهم
وعبادتهم لله وحده؛
(الآيات
9-17) الإنذار
للكافرين مما حصل بهلاك أقوام نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم بسبب كفرهم بما
أرسلت به رسلهم وبقائهم على ديانات آبائهم الباطلة؛
(الآيات 18-20) ضرب سبحانه مثلاً بأن أعمال الكافرين كالرماد في اليوم العاصف لن يجدوا
منها ما ينفعهم، ويؤكد أنه إنما خلق السماوات والأرض بالحق وليس عبثاً، وأنه إن
شاء يأت بخلق جديد يطيعونه، وهو أمر عليه يسير؛
(الآيات21-23) ما يقرره سبحانه بما سيحصل يوم القيامة من عقاب المشركين وندمهم الشديد على
عدم إيمانهم وعلى اتباعهم شياطين الإنس والجن، ومن جزاء على الأعمال الصالحة،
ودخول المؤمنين الجنة؛
(الآيات
24-26) مَثل بليغ
للناس لكي يتعظوا، بالشجرة الطيبة دلالة على ثمرة الإيمان بكلمة التوحيد وحصول
خيري الدنيا والآخرة وما فيهما من النعم الطيبة التي لا تحصى بسببها، ومثل آخر
بالشجرة الخبيثة دلالة على ثمرة الكفر وحصول الهلاك ومصائب الدنيا والآخرة وفوات
النعم التي لا تحصى بسببها.
(الآيات
28-31) تبديل قريش
لنعمة الأمن في الحرم بالكفر المؤدي إلى الهلاك، لذلك حين خرجوا إلى بدر فقُتلوا
هنالك وصار مصيرهم النار، أما المؤمنون فعليهم دوام إقامة الصلاة والإنفاق قبل أن
يأتي يوم القيامة الذي لا تنفع فيه الأعمال؛
(الآيات
32-34) سنة الله في
دوام نزول المطر وخروج الثمرات وتسخير الفلك والأنهار والشمس والقمر، وآتاكم من كل
ما سألتموه حسب مصالحكم، وإن نعم الله عليكم لكثرتها وتنوعها لا تطيقون عدها، هذا
مع ظلم الإنسان لنفسه وكثرة جحوده؛
(الآيات
35-41) قصة إبراهيم
عليه الصلاة والسلام واستجابة الله لدعائه بأن أعطاه الله الأمان، وجنّبه وبنيه
عبادة الأصنام، وجعل له ذرية تقيم الصلاة، ورزقهم من الثمرات، وجعل أفئدة من الناس
تهوي إليهم، ووهب له على الكبر إسماعيل وإسحاق، وتقبل دعاءه؛
(الآيات 45-46) قصّة ومثل، حول حقيقة أنهم يسكنون مساكن الذين ظلموا أنفسهم، ويرون ماذا
فعل الله بهم، وجريان سنته عليهم، مع أنهم مكروا مكراً يكاد يزيل الجبال لعظمته؛
(الآيات47-51) تقرير من الله وتأكيد ثبات سننه، بإرسال الرسل، وصدق وعده بأنه سيبعث الناس
للحساب، وسيجزي كل نفس بما كسبت؛
(الآية
52) خاتمة وفيها تأكيد جميع
ما جاء في السورة: وهو أن القرآن نعمة عظيمة، لأنه بلاغ وإنذار للناس، وتذكير
لأولي الألباب، بالأصل الثابت ومصدر النعم التي لا تحصى، الله وحده لا شريك له،
وما دونه فهو الخبث والبوار والهلاك.
موضوعات السورة حسب ترتيب آياتها:
الموضوع الأول عن نزول الكتاب ليخرج الناس من الظلمات
إلى النور بإذن الله، في الآيات (1-26) ويتضمن مقدمة وستة أدلة على أن نزول الكتاب
نعمة عظيمة، كما يلي:
- الدليل الثالث على نعمة نزول الكتاب هو الإنذار مما حصل بهلاك أقوام نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم بسبب كفرهم بما أرسلت به رسلهم وبقائهم على ديانات آبائهم الباطلة، في الآيات (9-17).
- الدليل السادس يأتي على صيغة مثل بليغ للناس لكي يتعظوا، بالشجرة الطيبة دلالة على ثمرة الإيمان بكلمة التوحيد وحصول خيري الدنيا والآخرة وما فيهما من النعم الطيبة التي لا تحصى بسببها. ومثل آخر بالشجرة الخبيثة دلالة على ثمرة الكفر وحصول الهلاك ومصائب الدنيا والآخرة وفوات النعم التي لا تحصى بسببها، في الآيات، (24-26).
- الموضوع الثاني عن سنن الله الثابتة في الجزاء ومكافأة
الناس على حسب أعمالهم في الدنيا، فمن آمن وعمل صالحاً نال النصر والرزق والنعيم
في الدنيا وفاز بالجنة في الآخرة، ومن كفر وعصى خسر الدنيا والآخرة، كما في الآيات
(27-52) ويتضمن سبعة أدلة على ثبات سنن الله في الحساب والجزاء وصدق وعده ثم
خاتمة، كما يلي:
إسم السورة:
- سُميت السورة الكريمة ”سورة إبراهيم” لأنه أوضح
عنوان وخير دليل على نعم الله التي لا تحصى عليه وعلى ذريته عبر آلاف السنين، منذ
أن ولد عليه الصلاة والسلام على هذه الأرض إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة.
فذِكره وذِكر آله خالد على ألسنة المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يصلّون
عليه وعلى آله كما يصلّون على نبيهم وآله في كل صلواتهم خمس مرات في اليوم. وقد
جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، استجابة لدعائه بأن يبعث فيهم رسولاً يعلمهم
الكتاب والحكمة ويزكيهم. والبيت الذي بناه وولده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام،
لا يزال في أحسن ما يكون عليه من الأمن والرزق والإسلام استجابة لدعائهما،
والأفئدة التي تهوي إليه لم تتوقف إلى اليوم، وشعائر الحج التي كانت في حياته لا
تزال تؤدى وستظل كذلك طالما في الدنيا مسلم يؤمن بالقرآن وخاتم النبيين محمد صلى
الله عليه وسلم.
- اسم السورة ودعاء ابراهيم عليه السلام الخاشع يطلب فيه
من الله: الأمان، والذرّية المؤمنة والمقيمة للصلاة والسكن ذي الزرع والثمرات.
والذي لا يتحقق إلا بالإيمان وباجتناب عبادة الأصنام، يحدد الإطار العام للسورة
وهو أن كلّ الناس تطلب نعمة الأمان والذريّة والسكن والزرع. وان كلّ الأمم {جاءتهم
رسلهم بالبينات} وهذه نعمة الله على البشر ليحقق لهم مطلبهم بالأمان ورغد العيش،
وزيادتها بالشكر. {لئن شكرتم لأزيدنكم} لا بالكفر والجحود {ولئن كفرتم إنّ عذابي
لشديد}.
إن أعظم نعم الله هي نعمة الإيمان بالله، وما نعمة المال
والأولاد والشهوات إلا تبع لها. وأعظم مصيبه هي الكفر والبعد عن سبيل الله تعالى.
وقال الرازي: اعلم أنه سبحانه وتعالى حكى عن إبراهيم عليه السلام في هذا الموضع
أنه طلب في دعائه أمورا سبعة: طلب من الله نعمة الأمان، والابتداء بطلب نعمة الأمن
في هذا الدعاء يدل على أنه أعظم أنواع النعم والخيرات وأنه لا يتم شيء من مصالح
الدين والدنيا إلا به، والمطلوب الثاني: أن يرزقه الله التوحيد، ويصونه عن الشرك،
الثالث: طلب تيسير المنافع على أولاده لأجل أن يتفرغوا لإقامة الصلوات وأداء
الواجبات، الرابع: ذكر أنه لا يعلم عواقب الأحوال ونهايات الأمور في المستقبل،
وأنه تعالى هو العالم بها المحيط بأسرارها، أنك أعلم بأحوالنا ومصالحنا ومفاسدنا
منا، أي هو عالم بالمقصود سواء صرحت به أو لم أصرح، كأنه كان في قلبه أن يطلب من
الله إعانتهما وإعانة ذريتهما بعد موته ولكنه لم يصرح بهذا المطلوب. الخامس: {رب
اجعلني مقيم الصلواة ومن ذريتي}، السادس: {ربنا وتقبل دعاء}، السابع: {ربنا اغفر
لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}
قراءة سياق السورة حسب موضوعات آياتها (أي تتبع معاني آياتها وموضوعاتها):
- نعمة كون الله خالق الخلق ومدبر أمرهم وآمرهم بما فيه
صالحهم وخيرهم في الدنيا والآخرة. في الآيات (1، 2، 4-14، 19، 20، 24-27، 32-34،
42، 47، 51-52) = 26 آية.
كما
وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
حليماً
منيباً؛
أي لا
يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيباً؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله،
قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ).[٤]
سليم القلب؛ أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّداً توحيداً
خالصاً،
قال
-تعالى-: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٥]
كريماً مِضيافاً؛ وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى
إكرام الضيف،
قال
-تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ).[٦]
راشداً؛ فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً،
وقد
ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
صِدّيقاً،
وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهوراً به.
قويّاً
بصيراً؛ فكان قويّاً في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه،
قال
-تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي
الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ).[٨]
عالِماً
قويّ الحُجّة، وثابتاً على الحقّ، وصابراً مُستسلِماً لأوامر الله.[٩]
إبراهيم
-عليه السلام- من أكمل الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم
أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه
وقد
وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس،
والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي
الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له
إبراهيم
خليل الله
إبراهيم
أبو الأنبياء