recent
أخبار ساخنة

سورة المزمل (معاني كلمات - تفسير - تدبر )

 سورة المزمل (معاني كلمات - تفسير - تدبر )



ترتيبها 73 ... سُورَةُ المُزَّمِّلِ ... آياتها 20 ... مكية

غريب القرآن

الآية ... الكلمة ... معناها
(1) ... {الْمُزَّمِّلُ} ... أَصْلُهَا: المُتَزَمِّلُ، أَيِ: المُتَلَفِّفُ بِثِيَابِهِ.
(4) ... {وَرَتِّلِ} ... اقْرَا بِتُؤَدَةٍ وَتَمَهَّلٍ؛ مُبَيِّنًا الحُرُوفَ وَالوُقُوفَ.
(5) ... {ثَقِيلًا} ... عَظِيمًا، مُشْتَمِلًا عَلَى الأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي.
(6) ... {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} ... العِبَادَةَ الَّتِي تَنْشَأُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بَعْدَ النَّوْمِ.
(6) ... {هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا} ... أَشَدُّ تَاثِيرًا فِي القَلْبِ.
(6) ... {وَأَقْوَمُ قِيلًا} ... أَبْيَنُ قَوْلًا؛ لِحُضُورِ القَلْبِ، وَقِلَّةِ الشَّوَاغِلِ.
(7) ... {سَبْحًا} ... تَصّرُّفًا، وَتَقَلُّبًا فِي مَصَالِحِكَ.
(8) ... {وَتَبَتَّلْ} ... انْقَطِعْ لِعِبَادَتِهِ.
(9) ... {وَكِيلًا} ... تُفَوِّضُ أُمُورَكَ إِلَيْهِ، وَتَعْتَمِدُ عَلَيْهِ.
(10) ... {هَجْرًا جَمِيلًا} ... أَعْرِضْ عَنْهُمْ؛ تَارِكًا الاِنْتِقَامَ مْنْهُمْ.
(11) ... {أُولِي النَّعْمَةِ} ... أَصْحَابَ النَّعِيمِ وَالتَّرَفِ.
(11) ... {وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} ... أَجِّلْهُمْ زَمَنًا قَلِيلًا بِتَاخِيرِ العَذَابِ عَنْهُمْ.
(12) ... {أَنكَالًا} ... قُيُودًا ثَقِيلَةً.
(13) ... {ذَا غُصَّةٍ} ... يَنْشَبُ فِي الحُلُوقِ، لَا يُسْتَسَاغُ؛ لِكَرَاهَتِهِ.
(14) ... {تَرْجُفُ} ... تَضْطَرِبُ.
(14) ... {كَثِيبًا} ... رَمْلًا مُجْتَمِعًا.

(1/371)


(14) ... {مَّهِيلًا} ... سَائِلًا مُتَنَاثِرًا.
(16) ... {وَبِيلًا} ... شَدِيدًا.
(18) ... {مُنفَطِرٌ بِهِ} ... مُتَصَدِّعَةٌ فِي يَوْمِ القِيَامَةِ.
(18) ... {مَفْعُولًا} ... وَاقِعًا لَا مَحَالَةَ.
(19) ... {سَبِيلًا} ... طَرِيقًا بِالطَّاعَةِ.
(20) ... {تَقُومُ} ... تُصَلِّي مُتَهَجِّدًا مِنَ اللَّيْلِ.
(20) ... {أَدْنَى} ... أَقَلَّ.
(20) ... {لَّن تُحْصُوهُ} ... لَنْ يُمْكِنَكُمْ قِيَامُ اللَّيْلِ كُلِّهِ.
(20) ... {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} ... خَفَّفَ عَلَيْكُمْ.
(20) ... {يَبْتَغُونَ} ... يَطْلُبُونَ بِالتَّنَقُّلِ فِي الأَرْضِ.
(20) ... {فَضْلِ اللَّهِ} ... رِزْقِ اللهِ.
(20) ... {وَأَقْرِضُوا} ... تَصَدَّقُوا.
(20) ... {قَرْضًا حَسَنًا} ... صَدَقَةً بِاخْلَاصٍ، وَطِيبِ نَفْسٍ.


التفسير

من الآية 1 إلى الآية 9﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ : يعني يا أيها المتغطي في ثيابه (أو المتغطي في غطاء) (وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ذهب إلى بيته خائفاً يرتجف بعد أنْ جاءه الوحي أول مرة، ورأى جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية، فقال لخديجة رضي الله عنها: زَمِّلوني - وفي رواية: دَثِّروني - أي غَطوني غَطوني، فغَطَته حتى هدأ) (والحديث في الصحيحين)، فناداه الله بذلك ليستشعر اللِّين والعطف من ربه،

ثم قال له﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا  أي قم للصلاة في الليل إلا قليلاً منه: 

﴿ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا  أي قم نصف الليل أو انقص من النصف قليلاً حتى تَصِلَ إلى الثلث،

 ﴿ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ : يعني أو زِد على النصف حتى تصل إلى الثلثين (فإنك مُخَيَّر في ذلك كله) (واعلم أن هذا القيام كان قبل فرْض الصلوات الخمس، فلمّا فَرَضَ اللهُ الصلوات الخمس، أصبح قيام الليل واجباً على النبي صلى الله عليه وسلم مُستَحَبّاً لأمّته)، ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا  أي اقرأ القرآن بتمَهُّل (مُبَيِّنًا الحروف والوقوف)، ليكون أقرب إلى التدبر والتأثر.

 

﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا : يعني إنا سنُنزل عليك - أيها النبي - قرآنًا عظيمًا مشتملاً على الأوامر والنواهي والأحكام الشرعية (فاستعن بالقيام والعبادة على تحَمُّل ثِقَل الرسالة)،

 ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ  يعني إن العبادة التي تنشأ في جوف الليل ﴿ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا : يعني هي أشد تأثيرًا في القلب (لفراغ القلب مِن مَشاغل الدنيا) ﴿ وَأَقْوَمُ قِيلًا  يعني: وهي أوضح قولاً من قراءة النهار (لسكون الأصوات في الليل)، 

﴿ إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا  يعني إنّ لك في النهار انشغالاً واسعًا بأمور الرسالة وقضاء مصالحك، (ففرِّغْ نفسك ليلاً لعبادة ربك) (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) أي استمر على ذِكر ربك ودعائه بأسمائه الحسنى ليلاً ونهاراً 

﴿ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا : أي انقطع إليه انقطاعًا تامًا (وذلك بانفصال قلبك عن الدنيا أثناء عبادته، والاستغناء التام عن جميع خَلْقه، وطلب حاجتك منه وحده)، 

فإنه سبحانه ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ  أي مالك المشرق والمغرب، ومُدَبّر أمْر الشمس فيهما (فهو سبحانه الذي بيده كل شيء)، ولذلك ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ : أي لا معبود بحق إلا هو

 ﴿ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا  أي اعتمد عليه وحده، وفوِّض أمورك إليه، فإنه يكفيك ما أهَمّكَ من أمور الدنيا والآخرة.

 

من الآية 10 إلى الآية 14: ﴿ وَاصْبِرْ  أيها الرسول ﴿ عَلَى مَا يَقُولُونَ  من التكذيب والاستهزاء (فإنّ الله لهم بالمِرصاد)

﴿ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا  يعني: وخالِفهم في أفعالهم الباطلة (مع الإعراض عنهم، وترْك الانتقام منهم)، (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ) يعني: واترك لي أيها الرسول هؤلاء المُكَذّبين (أهل التنَعُّم والتَرَف في الدنيا) 

﴿ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا  يعني: وأمهِلهم زمنًا قليلاً - بالصبر على تكذيبهم - حتى يأتي وقت عذابهم،

فـ﴿ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا : يعني إنّ لهم عندنا في الآخرة قيودًا ثقيلة ﴿ وَجَحِيمًا  أي نارًا موقدة يُحرَقون بها

 ﴿ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ : أي طعامًا كريهًا يقف في الحلق

 ﴿ وَعَذَابًا أَلِيمًا  لا يُطيقونه،

وذلك ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ : أي يوم تتزلزل الأرض والجبال بشدة

 ﴿ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا  أيحتى تصير الجبال تَلاً من الرمل السائل المتناثر، بعد أن كانت صُلبة جامدة.

 

من الآية 15 إلى الآية 19: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ  - يا أهل مكة

 ﴿ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ  أي يَشهد عليكم بما صدر منكم من الكفر والعصيان (وهو محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تعرفون صِدقه وأمانته ونَسَبَه وأخلاقه) 

﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا  (وهو موسى عليه السلام)

 ﴿ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ : أي فكذَّبَ فرعون بموسى وعصى أمْره

 (فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا): أي فأهلكناه إهلاكًا شديدًا،

 ﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ؟! يعني إنْ كفرتم أيها الناس، فكيف تدفعون عن أنفسكم عذاب يوم القيامة (الذي يشيب فيه الولدان الصغار; مِن شدة هَوله وكَربه)؟

! ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ  يعني: السماءُ يومئذٍ متشققة، بسبب صعوبة ذلك اليوم، 

﴿ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا : أي كان وَعْد الله بمجيئ ذلك اليوم واقعًا لا مَحالة.

 

 ورغم أنّ لَفْظ "السماء" مؤنث، إلا أنّ اللهَ تعالى قال: ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ، ولم يقل: (السماء مُنفطرةٌ به)، وذلك لأنّ كلمة (السماء) ليست مُؤنّثاً حقيقياً، بل هي مؤنث مَجازي (يعني مما لا يَبيض ولا يَلد)، فلذلك يجوز أن تأتي مع لفظَي: (مُنفطر) و(مُنفطرة)، وهذا مِثل قوله تعالى:﴿ (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) .

 

﴿ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ : يعني إن هذه الآيات المُخَوِّفة عظة وعبرة للناس

 ﴿ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا  يعنيفمَن أراد الاتعاظ والانتفاع بها في الدنيا والآخرة، اتخذ بالإيمان والتقوى طريقًا يوصله إلى رضوان ربه الذي خلقه وربَّاه، ليُدخله جَنّته ويُنَجّيه مِن ناره.

 

الآية 20: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ  أيها النبي ﴿ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ  - للصلاة في الليل

 ﴿ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ  يعني أقل من ثلثي الليل (أحياناً)،

 ﴿ وَنِصْفَهُ  يعني: وتقوم نصفه (أحياناً أخرى)، ﴿ وَثُلُثَهُ  يعني: وتقوم ثلثه (أحياناً أخرى)، 

﴿ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ  يعني: ويقوم معك طائفة من أصحابك،

 ﴿ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ  أي يعلم مَقادير الليل والنهار، وما يَمضي ويَبقى منهما، ﴿ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ  أي: عَلِمَ سبحانه أنه لا يمكنكم إحصاء الوقت المطلوب منكم في قيام الليل من غير زيادة ولا نقص، لكَون ذلك يتطلب انتباهاً ومَشقة كبيرة، وكذلك عَلِمَ سبحانه لن تستطيعوا الاستمرار على هذا القيام المطلوب منكم، فلذلك خفَّف عليكم ﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ  أي فاقرؤوا في صلاة الليل ما تيسر لكم قراءته من القرآن، وصَلُّوا من الليل ما سَهُلَ عليكم ولو ركعتين، ﴿ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى  أي: عَلِمَ سبحانه أنه سيوجد فيكم مَن يُعجزه المرض عن قيام الليل، 

﴿ وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ  يعني: ويوجد قومٌ آخرون يَتَنقَّلون في الأرض - للتجارة والعمل - يطلبون من رزق الله الحلال في الصباح الباكر (فهؤلاء يَصعُب عليهم قيام الليل)،

 ﴿ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ  يعني: ويوجد قومٌ آخرون يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمته ونَشْر دينه (فهؤلاء أيضاً يَصعُب عليهم قيام الليل)

 ﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ  أي فاقرؤوا في صلاتكم ما تيسَّر لكم من القرآن، (ولَعَلَّ الله تعالى كَرَّرَ ذلك الأمر تأكيدا لنسخ وجوب قيام الليل، إذ كان واجباً وأصبح بهذه الآية مستحباً)، 

﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ  أي واظِبوا على أداء الصلوات الخمس - في أوقاتها - على الوجه الذي شَرَعه الله لكم،

 ﴿ وَآَتُوا الزَّكَاةَ  يعني: وأعطوا الزكاة - الواجبة عليكم - لمستحقيها (في أوقاتها)،

 ﴿ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا  يعني: وتصدَّقوا في وجوه الخير والإحسان (من مالٍ حلال - طالبينَ الأجرَ من الله تعالى - مِن غير أن تَمُنّوا على الفقير)، 

﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ  يعني: واعلموا أنَّ كلَ خيرٍ تُقدِّمونه لأنفسكم مِن الطاعات، تجدون ثوابه عند الله في الآخرة (فإنه سبحانه لن يُضَيِّع تعبكم مِن أجْله)،

 ثم وَصَفَ الله ذلك الجزاء بقوله: ﴿ هُوَ خَيْرًا  مما قدَّمتم في الدنيا ﴿ وَأَعْظَمَ أَجْرًا  (إذ يُضاعِف اللهُ لكم الحسنة بعشر أمثالها إلى ما شاء الله من الزيادة)،

 ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ  (نادمينَ معترفينَ بذنوبكم) ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ  لذنوب التائبين، ﴿ رَحِيمٌ  بهم، حيث جعل التوبة نجاةً لهم من عذابه.


التدبر

﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْـًٔا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٦﴾ ] أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس، ولغط الأصوات، وأوقات المعاش. ابن كثير: 4/436.

﴿ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٤﴾ ] الترتيل هو التمهل والمد وإشباع الحركات وبيان الحروف، وذلك مُعينٌ على التفكر في معاني القرآن، بخلاف [الهذ] الذي لا يفقه صاحبه ما يقول، وكان رسول الله ﷺ يُقَطِّع قراءته حرفاًً حرفاًً، ولا يمرُّ بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمرّ بآية عذاب إلا وقف وتعوَّذ. ابن جزي: 2/501.

﴿ نِّصْفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٣﴾ ] إن قيل: لم قيد النقص من النصف بالقلة فقال: (أو انقص منه قليلاًً)، وأطلق في الزيادة فقال: (أو زد عليه)، ولم يقل: «قليلاً»؟ فالجواب: أن الزيادة تحسن فيها الكثرة فلذلك لم يقيدها بالقلة بخلاف النقص؛ فإنه لو أطلقه لاحتمل أن ينقص من النصف كثيراًً. ابن جزي: 2/501.

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿١﴾ ] 

وفي خطابه بهذا الاسم فائدتان : 

                        إحداهما: الملاطفة؛ فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها ... 

                    والفائدة الثانية: التنبيه لكل متزمل راقد ليله ليتنبه إلى قيام الليل وذكر الله تعالى فيه. القرطبي: 21/316.

﴿ وَٱسْتَغْفِرُوا۟ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌۢ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٢٠﴾ ] وجملة ( إن الله غفور رحيم ) تعليل للأمر بالاستغفار؛ أي: لأن الله كثير المغفرة شديد الرحمة. والمقصود من هذا التعليل الترغيب والتحريض على الاستغفار بأنه مرجو الإجابة. وفي الإتيان بالوصفين الدالين على المبالغة في الصفة إيماء إلى الوعد بالإجابة. ابن عاشور: 29/290.

﴿ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ ۙ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٢٠﴾ ] ذكر سبحانه عذرهم فقال: (علم أن سيكون منكم مرضى) فلا يطيقون قيام الليل، 

(وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) أي: يسافرون فيها للتجارة والأرباح؛ يطلبون من رزق الله ما يحتاجون إليه في معاشهم، فلا يطيقون قيام الليل،

 (وآخرون يقاتلون في سبيل الله) يعني: المجاهدين؛ فلا يطيقون قيام الليل. ذكر سبحانه ها هنا ثلاثة أسباب مقتضية للترخيص ورفع وجوب قيام الليل، فرفعه عن جميع الأمة لأجل هذه الأعذار التي تنوب بعضهم. الشوكاني: 5/322.

 أنواع الصبر: . صبر على الطاعة: ﴿ وَاصْطَبِرْ لِعِبادته ﴾ . صبر عن المعصية: ﴿ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ ﴾ . صبر على الأقدار: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ﴾ . .


﴿وسرحوهن سراحا جميلا﴾ ﴿واهجرهم هجرا جميلا﴾ حتى في لحظات العتاب والفراق كُن جميل الأخلاق .

 

google-playkhamsatmostaqltradent