recent
أخبار ساخنة

تدبر سورة الإنسان

 


سورةُ الإنسانِ

سورة الإنسان من السور التي اختلف في تصنيفها إن كانت مكيّة أم مدنيّة، فقال بعض العلماء إنّها مكيّة وقال آخرون هي مدنيّة، ففي المصحف الذي يتداوله الناس تعتبر من السور المدنية، أمّا مضمون آياتها فإنها تعتبر من مضامين السور المكيّة



مسميات السورة                                                                                                      

  الإنسان: وهو اسم توقيفي لحديثها عن الإنسان ومراحل حياته                               

  هل أتى : كما ورد في السنة                                                                                    

الأبرار :لورود نعيم الأبرار فيها                                                                              

الأمشاج : لوقوع لفظ الأمشاج فيها                                                                     

خصائص السورة

1- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في الركعة الثانية من صلاة الفجر يوم الجمعة

2-  تعد أول سورة -بحسب ترتيب المصحف بأسلوب الاستفهام

3- تعد من أكثر السور لنعيم أهل الجنة بعد سورة الرحمن والواقعة

<><>


أهمية دراسة سورة الإنسان في حياتنا

·     فهي تساهم في تعليم الحكمة من وجود الإنسان على سطح الأرض ، كما أن بها أحكاما متعددة يتعلمها المسلم على مدار حياته .

·     كما أنها تعتبر قصة قصيرة عن حياة الإنسان في الدنيا ، وكيفية النجاة من الأفعال التي تؤدى به إلى النار .

·     ويستفيد منه الأطفال في تعلم الأحكام التي تنبغي معرفتها منذ الصغر .

أهمية دراسة القرآن الكريم في حياتنا

1.     أننا في حاجة إلى دراسة القرآن لأنه السراج المنير في حياتنا ، وهو العامل المساعد على النجاة من هذه الدنيا

2.     كما أننا نتعلم من خلاله الأحكام المختلفة ، وطرق التعامل مع من حولنا ، ويساهم في تشكيل شخصيتنا ووجداننا .

فضل سورة الإنسان علينا

إن سورة الإنسان تدعم كلا منا بشكل نفسي ، فمن خلال فهم معاني الآيات وتدبرها تفهم الهدف من الوجود في الحياة ، وتسعد بكونك تحت ظل رعاية الرحمن ، كما أنك تشعر بأهمية الواجبات التي تقوم بها في الدنيا وان لها ثواب عظيم يعود عليك في الآخرة عند لقاء الله – عز وجل -.

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:

1. تذكيرُ الإنسانِ بنِعَمِ اللهِ تعالى عليه؛ حيث خلَقَه سُبحانه مِن نُطفةٍ أَمْشاجٍ، وجعَلَه سميعًا بصيرًا، وهداه السَّبيلَ.

2. ذِكرُ ما أعَدَّ اللهُ تعالى مِن النَّعيمِ لِمَن أطاعه واتَّقاه.

3. إنذارُ الكافِرينَ بسُوءِ العاقِبةِ.

4. إثباتُ أنَّ هذا القرآنَ مِن عندِ اللهِ تعالى.

5. ذِكرُ المِنَّةِ على الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإنزالِ القُرآنِ عليه، وأمْرُه بالصَّبرِ وذِكرِ اللهِ تعالى، والسُّجودِ له وتسبيحِه.

6. بيانُ أنَّ مَشيئةَ اللهِ تعالى فوقَ كُلِّ مَشيئةٍ.

<><>

مقصد السورة

تذكير الإنسان بأصله وحكمة خلقه ومصيره في الدارين ، وإظهار نعيم الجنة، تثبيتًا للمؤمنين ودعوة للكافرين.

·                العمل للآخرة ، والسعي لذلك بكل العبادات والسلوكيات الإسلامية الكريمة.

·                التذكير بالآخرة والعقاب لمن لم يجعلها نصب عينيه ، والجزاء من ذلك.

·                التأكيد على أن الخالق هو الله.

·                الاهتمام بالعبادات الليلية.

·                الحث على تدبر القرآن.

·                التأثير في النفوس بتعداد مزايا أهل الجنة.

·                بيان قدرة الله في خلق الإنسان ، وكيف هئ الله سبحانه وتعالى، الكون لذلك ، والإنسان نفسه كيف هيأه الله للقيام بواجباته.

·                تثبيت الله سبحانه وتعالى، للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يقوم بمهام رسالته تامة.

·                وفي التفسير الميسر قيل “”أن بها استدلال على حقيقة البعث بعد فناء الدنيا، وذكر لأوصاف يوم القيامة ، والإشارة لدلائل القدرة على إعادة الإنسان مرة أخرى بعد الموت، والتعريض والتصريح الواضح لعذاب المكذبين، وبيان مآلهم وحسابهم في الآخرة، والحديثُ عن المؤمنين المتقين

 <><>

كل أحاديث النبي ﷺ الصحيحة عن قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة، من صحيح الكتب الستة:

  ١- «[كانَ النبيُّ يَقْرَأُ في الجُمُعَةِ في صَلاةِ الفَجْرِ {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ، و{هلْ أتَى علَى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}]» [صحيح البخاري]

  ٢- «[أنَّ النَّبيَّ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ يَومَ الجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةِ، وَ{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ]» [صحيح مسلم] 

 ٣- «[أنَّ رسولَ اللَّهِ كانَ يقرأُ في صلاةِ الفجرِ يومَ الجمعةِ {تنزيلَ} السَّجدةِ، وَ{هل أتى على الإنسانِ حينٌ منَ الدَّهرِ}]» [صحيح أبي داود]

  ٤- « [كان رسولُ اللهِ يقرأ يومَ الجمعةِ، في صلاة الفجرِ {الم - تنزيل} السجدة، و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ }] » [صحيح الترمذي]

  ٥- «[كانَ رسولُ اللَّهِ يقرأُ في صلاةِ الصُّبحِ يومَ الجمعةِ {الم - تَنْزِيلُ} السجدةَ، وَ{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}]» [صحيح ابن ماجه] 

 ٦- « [أنَّ النَّبيَّ كانَ يقرأُ في صلاةِ الصُّبحِ يومَ الجمعةِ {تنزيلُ} السَّجدةَ، وَ{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ}]» [صحيح النسائي] 

وقد نقل ابن القيم عن شيخ الإِسلام ابْنَ تَيْمِيّة قوله: إنّمَا كَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرَأُ هَاتَيْنِ السّورَتَيْنِ فِي فَجْرِ الْجُمُعَةِ لأَنّهُمَا

 تَضَمّنَتَا مَا كَانَ وَيَكُونُ فِي يَوْمِهَا، فَإِنّهُمَا اشْتَمَلَتَا عَلَى خَلْقِ آدَمَ، وَعَلَى ذِكْرِ الْمَعَادِ وَحَشْرِ الْعِبَادِ، وَذَلِكَ يَكُونُ يَوْمَ الجُمُعَة، وَكَانَ فِي قِرَاءَتِهِمَا فِي

 هَذَا الْيَوْمِ تَذْكِيرٌ لِلأُمّةِ بِمَا كَانَ فِيهِ وَيَكُونُ، وَالسّجْدَةُ جَاءَتْ تَبَعاً لَيْسَتْ مَقْصُودَةً حَتّى يَقْصِدَ الْمُصَلّي قِرَاءَتَهَا حَيْثُ اتّفَقَتْ .

وفي الحديث المتفق عليه عن أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه قال: كانَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلِّي الصُّبْحَ وَأَحَدُنَا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَة، وعَلى هذا تكون قراءته صلى الله عليه وسلم في ليلة الجمعة من أقصر ما يقرأ، بينما إذا قرأ بها الأئمة في زماننا هذا رأى بعض الناس أنه قد أطال.  

ومما يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ما أخرجه أحمد والترمذي وحسَّنَهُ عن أبي ذرٍ قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة هل أتى على الإنسان، حتى ختمها ثم قال: إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون . أطّت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلاّ مَلَكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصُّعُدَات تجأرون إلى الله.

 

 🔵 كل أحاديث النبي ﷺ الصحيحة من مسند أحمد بن حنبل في قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة الفجر= الصبح= الغداة من يوم الجمعة:  

١- «[أنَّ النَّبيَّ كان يَقرَأُ في صَلاةِ الفَجرِ مِن يَومِ الجُمُعةِ: {الم * تَنزيلُ} السَّجدَةَ، و{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}» . [صحيح، مسند أحمد] 

 ٢- « [أنَّ النَّبيَّ كان يَقرَأُ في صَلاةِ الفَجرِ مِن يَومِ الجُمُعةِ: {الم * تَنْزِيلُ} السَّجدَةَ، و{هَل أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان: ١]» . [صحيح، مسند أحمد]

 ٣- «[كان رسولُ اللهِ يَقرَأُ يَومَ الجُمُعَةِ في الفَجرِ: {الم * تَنْزِيلُ} السَّجدَةَ، و{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}» . [صحيح، مسند أحمد]

  ٤- «[أنَّ رسولَ اللهِ قرَأَ في صَلاةِ الغَداةِ يَومَ الجُمُعَةِ: {تَنْزِيلُ} السَّجدَةَ، و{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}» . [اسناد قوي، مسند أحمد] 

 ٥- « [أنَّ رسولَ اللهِ كان يَقرَأُ في صَلاةِ الصُّبحِ يومَ الجُمُعَةِ: {تَنْزِيلُ} السَّجدَةَ، و{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}. قال عَفَّانُ: ب {الم * تَنْزِيلُ}» . [صحيح، مسند أحمد]

 ٦- «[أنَّ رسولَ اللهِ كان يَقرَأُ في صَلاةِ الفَجرِ يَومَ الجُمُعَةِ: {تَنزيلُ} السَّجدَةَ، و{هل أَتى على الإنسانِ}» . [صحيح، مسند أحمد]

 <><>

الآيات من 1-4

قدرة الله في خلق الإنسان - وتكليفه بالشرع  - واختباره

﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا

هذا سؤال تقريري أي بلى أتي على الإنسان زمن لم يكن فيه مذكور.

 وبقدرة الله جعله مذكورًا وله شأن وقيمة وأعده للدور المطلوب منه في الحياة.

 وفي الآية حاجة المخلوق للخالق و حاجته لإدراك ضعفه واستشعار فضل الله سبحانه وتعالى عليه

كيف خلقه في أحسن تقويم ومنحه أيضا حرية الاختيار .

﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ﴾أي: خلقته يد القدرة لحكمة بالغة

﴿فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا أي زوده سبحانه وتعالى بوسائل الإدراك ليستطيع التلقي والاستجابة وإدراك الأشياء والاختيار

﴿إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًاعرفناه طريق الحق والخير والهدى والضلال 

       { إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا فكان إما شاكراً لنعماء الله ماشيا في الطريق المستقيم الواضح

                                                             وإما كفوراً اي: كافراً معرضاً و مختاراً للضلالة على الهدى

      قال سبحانه وتعالى شاكراً بصيغة اسم الفاعل

  وَلَمَّا كَانَ الْكَثُيرَ مَنْهم من يَتْصِفُ بِالكفر  بِخِلاَفِ الشِّكَرِ جَاءَ كَفُورًا بصيغة المبالغة لكثرة من يكفر

 والآية تؤكد أن الإنسان مخير ، أي كلام آخر بأن الإنسان مجبر فالقائل ذلك يخالف نص القرآن الكريم لأنه يأتي بآيات يتوهم منها الجبر ويترك الآيات الواضحة في التخيير.

نعمة الهداية، فهي ثلاث نِعم نعمة الإيجاد، نعمة الإمداد، نعمة الهدى والرشاد، هذه النعم هي أساس النعم، كل نعمة من النعم الدنيا تتصل بواحدة من هذه الثلاث( الطعام والشراب إمداد، الأم إمداد، الأب إمداد، الأولاد إمداد؛ هذا كله إمداد من الله، الإيجاد واضحة، الهدى والرشاد أي شيء يقودك إلى الله من هدى ورشاد، الشجرة هدى ورشاد، والقمر هدى ورشاد، والدليل النبي -صلى الله عليه وسلم-كان ينظر إلى القمر فيقول: "هلال خير ورشد"

(إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) ولم يقل: إما مؤمناً وإما كفوراً؛ لأن الحديث عن النعم والنعم تقتضي الشكر.


﴿ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا  في الآية وعيد شديد للإنسان الذي غفل عن وظيفته وأعرض عن طريق الله 

وقد بدأ هنا بمصير الكافرين بالإجمال بآية واحدة فقط لأن جوّ  السورة نداء إلى ظل النعيم والرخاء والسعادة والسرور.

<><>

الآيات  5-11

﴿ إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا (6)

تصف نعيم الجنة وصفا طويلا لم نجد مثله في سورة سابقة فهي تصف نعيم المتقين وشرابهم وحليهم وملابسهم وخدمهم 

وما هم فيه من نعيم ورضوان

وذكر هذه الأشياء في السورة لتحريض العقلاء للظفر بهذه المتع التي كانوا يشتهونها في الدنيا

 وكل ما ذكر على سبيل التقريب وإلا فنعيم الجنة لا يقاس في لذته ودوامه بنعيم دنيا الفانية

 قال ابن عباس كل ما ذكر في القرآن مما في الجنة ليس له من الدنيا شبيه إلا في الإسم

يأتي السياق بالتعريف بصفات هؤلاء الأبرار التي أوصلتهم إلى هذه المكانة .


﴿ يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا

﴿ يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ من أخلاقهم الوفاء  فيفعلون ما اعتزموا من الطاعات ويوفون بها 

 وجاء الفعل هنا بالمضارع يوفون: للدلالة على أن الوفاء صفة متجددة في كل حين ووقت.


﴿ وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا   يقدمون الطعام والمعونة لكل مسكين ولكل يتيم ولكل أسير  على حبهم له وحاجتهم إليه حيث يطعمون الطعام على حب الله.


﴿  إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا طلباً لرضاه ورجاء ثوابه لا للمفاخرة ولا للمباهاة ولا لمصلحة لنا عندكم

 إنه هو الإيثار في أروع صوره

وفي الآية فضل إطعام الطعام والبر والإحسان ولا سيما في أيام الأزمات والمجاعات والحاجة إليهما أي  الطعام والبر والإحسان 

﴿ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًالا يتوقعون المكافأة، ولا يريدون ثناء الناس عليهم بذلك، علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم بذلك.


﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا هم يفعلون الخير لأنهم يخافون ويشفقون من هول ذلك اليوم العبوس القمطرير

 فقد أخرجوا الصدقة لوجه الله لأن رضى الله سبحانه وتعالى محور حياتهم وهو الباعث لهم على البر والإحسان .


﴿فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا

 كسىا وجوههم نضرة ونضارة وتنعماً وفرحاً في جنة ونعيم ومنزل كريم ونضرة وسرور وفرح وحبور وراحة وأمان في جنة الرضوان.

﴿وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا ﴾

أي بصبرهم على الجوع وإيثار غيرهم على أنفسهم

الآية 13-22

نعيم المؤمنين وما أعد الله لهم في الجنة

﴿ مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا(13)

 <><>

الآية 23- 26

تنزيل القرآن على سيدنا محمد وتوجيه له بالصبر على الدعوة

﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ تَنزِيلٗا﴾  (23)     

﴿فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا  (24)وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا﴾ (25)

كما أكرمك بما أنزل عليك فاصبر على قضائه وقدره، وأعلم أنه سيدبرك بحسن تدبيره.

وقد أمر الله سيدنا محمد بالصبر لأن الصبر يساعده القيام بعبادة الله والإكثار من ذكره .

والصبر من علامات الرضى بالقضاء والقدر.

﴿ وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا ﴾ (26)  

وذكر الصلاة بالسجود تنبيها على أنه أفضل الصلاة؛ فهو إشارة إلى أن الليل موضع الخضوع

والآية تدل على الندب إلى كثرة صلاة الليل.

الآية 27-29

غفلة الكفار ونسيانهم للآخرة

﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا (27)

﴿ نَّحۡنُ خَلَقۡنَـٰهُمۡ وَشَدَدۡنَاۤ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَاۤ أَمۡثَـٰلَهُمۡ تَبۡدِیلًا (28) إِنَّ هَـٰذِهِۦ تَذۡكِرَةࣱۖ فَمَن شَاۤءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِیلࣰا    (29)

 <><>

الآية 30-31

هداية الخلق بيد الله سبحانه وتعالى

﴿ وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیمࣰا (30) یُدۡخِلُ مَن یَشَاۤءُ فِی رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمِینَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمَۢا ) ، ( الإنسان 31)

تقرير للمشيئة لله وحده سبحانه و تعالى ، والإقرار بقدرته في الكون.

الدروس المستفادة من سورة الإنسان

تتعدد الأمور التي يستفيدها المسلم من سورة الإنسان فهي سورة مليئة بالفوائد العظيمة ، على الشخص نفسه ، وعلى المجتمع بشكل أعم و أشمل ، ومن هذه الفوائد:

·                شكر الله الدائم على نعمة السمع والبصر.

·                الخوف من عذاب الله.

·                النظر في جزاء الأبرار.

·                التحلي بصفات المؤمنين التي جعلت لهم تلك المنزلة.

·                الخوف والخشية من الله في الدنيا ، تورث الأمان يوم القيامة.

·                تعديد وصف أهل الجنة ، وما بهم من نعيم مع تفاصيل للزينة التي تتشوق لها القلوب.

·                تدبر القرآن الكريم.

·                ذكر الله في كل وقت.

·                قدر السجود في الليل ، وأثره على النفوس.

·                التوكل على الله الخالق.

·                تدعو إلى الإخلاص في العمل لله سبحانه وتعالى.

·                الفضل العظيم في إتيان الأعمال التي تنطوي على خير واخفاء ذلك.

·                بيان الكبر وأهله مع ذم ذلك الخلق.

·                فضل إيثار الغير ، والذي حثت عليه آيات كثيرة.

·                ضرورة السعي في الوفاء بالنذر.

·                الحث على متابعة الفقراء والمساكين ورعايتهم ، والأخذ بيدهم.

·                الفوز بالجنة والنجاة من النار مكافأة عظيمة لأهل الإيمان.

·                الأمان يوم الفزع الأكبر ، وهو من أعظم جوائز الآخرة.

author-img
هنا جلال

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent