محطات مؤثرة من سيرة النبي ﷺ في طفولته ومراهقته
✨ عودة النبي ﷺ إلى أمه
بعد حادثة شق الصدر، خافت حليمة السعدية على النبي ﷺ، فأرجعته إلى أمه، ومكث عندها قرابة سنتين حتى بلغ ست سنوات.
في تلك السنة، ذهبت آمنة بنت وهب إلى يثرب (المدينة) لزيارة أخوال النبي ﷺ من بني عدي بن النجار، ومكثت هناك شهرًا.
وفي طريق العودة إلى مكة، أصابها المرض في منطقة "الأبواء" (بين مكة والمدينة)، فتوفيت ودُفنت هناك، وكان عمر النبي ﷺ حينها ست سنوات فقط.
🤍 كفالة جده عبد المطلب
بعد وفاة أمه، كفله جدّه عبد المطلب، وكان شديد العطف عليه، يؤثره على أولاده، ويجعل له مكانة خاصة، حتى إنه كان لا يفارقه.
توفي عبد المطلب والنبي ﷺ في سن الثامنة، فأوصى بكفالته إلى عمه "أبي طالب".
🏠 في رعاية عمه أبي طالب
كان أبو طالب رجلاً فقيرًا كثير العيال، ومع ذلك، ضمّ النبي ﷺ إلى بيته،
وأحسن إليه أكثر من أولاده، وأكرمه غاية الإكرام.
ولما كبر النبي ﷺ، أراد أن يرد شيئًا من المعروف لعمه، فاشتغل برعي الغنم، وهذا مما كانت العرب تفعله، وهو عمل نبوي شريف.
✨ لقاؤه بالراهب بحيرى
لما بلغ النبي ﷺ سن 12 سنة، اصطحبه عمه أبو طالب في رحلة تجارية إلى الشام،
وعندما وصلوا إلى مدينة بُصرى (بلدة في الشام، وليست البصرة العراقية)،
التقوا براهب نصراني يُدعى بحيرى، وكان لا يخرج عادة للناس، لكنه هذه المرة خرج خصيصًا لمقابلتهم.
لاحظ الراهب علامات النبوة على الفتى، منها:
-
غمامة كانت تظلّله وهو في الطريق،
-
وخاتم النبوة بين كتفيه.
فقال:
"هذا سيد العالمين، يبعثه الله رحمةً للعالمين".
ثم حذّر أبا طالب وقال:
"إن علم اليهود به، لَأَذَوه، فارجع به فورًا".
❗ ملاحظة مهمة:
قصة الراهب بحيرى مشهورة، لكنها ضعيفة الإسناد.
وقد ردّها جمع من العلماء مثل الإمام الذهبي من حيث المتن والسند،
ومع ذلك يجوّز كثير من أهل السيرة روايتها ما دامت لا تخالف أصلًا شرعيًا أو حكمًا فقهيًا.
🤝 حِلف الفُضول
وقع هذا الحلف في شهر ذي القعدة، وهو من الأشهر الحُرم، واجتمعت له قبائل من قريش:
-
بنو هاشم
-
بنو المطلب
-
أسد بن عبد العزى
-
زهرة بن كلاب
-
تيم بن مرة
وكان الاجتماع في دار عبد الله بن جدعان التيمي، بسبب مكانته وشرفه،
وتعاقدوا على:
نصرة المظلوم، والدفاع عن الحق، وعدم ترك مظلوم بمكة سواء كان من أهلها أو من غيرهم.
وقد شهد النبي ﷺ هذا الحلف، وقال عنه فيما بعد:
"لقد شهدتُ في دار عبد الله بن جدعان حلفًا، ما أحب أن لي به حُمر النَّعم، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت."
📚 (رواه أحمد وغيره بإسناد حسن)
✨ نشأة النبي ﷺ على مكارم الأخلاق
نشأ النبي ﷺ في بيئةٍ تعج بالجهل والضلال، لكنه نشأ بعيدًا عن رجس الجاهلية وأخلاقها السيئة، وكان محفوظًا بعناية الله منذ طفولته.
🛡️ عناية الله به ﷺ
-
حفظه الله من كل ما يُخالف كريم الأخلاق:
-
فلم يشرب خمرًا في حياته قط.
-
ولم يأكل مما يُذبح على النُّصُب (وهي الأصنام).
-
ولم يَشهد عيدًا أو احتفالًا للأوثان.
-
بل كان نافرًا من هذه المعبودات الباطلة، لا يَطيق ذكرها، حتى أنه لم يكن يصبر على سماع الحلف باللات والعزى من شدة بُغضه لها.
-
🧱 مشاركته في بناء الكعبة
عندما كان النبي ﷺ شابًا، شارك في إعادة بناء الكعبة مع قريش، وكان يُنقل الحجارة مع عمه العباس.
-
قال العباس للنبي ﷺ:
"اجعل إزارك على عاتقك (كتفك) يقيك الحجارة".
-
ففعل النبي ﷺ، فانكشف جزء من جسده، فسقط مغشيًا عليه فجأة.
-
ثم استفاق وهو يقول:
"إزاري، إزاري!"
فشدّ عليه إزاره ولم يُرَ عاريًا بعد ذلك أبدًا ﷺ.
❗ العبرة من القصة:
رغم أن العُري لم يكن مستنكَرًا تمامًا في الجاهلية، إلا أن النبي ﷺ كان بطبيعته طاهرًا نقيًا، ففُطِر على الحياء والعفّة، حتى في صغره وقبل بعثته.
وهذا تحذير لنا من التساهل في أمر العورات، فكم من الناس اليوم يتهاونون في هذا الجانب في مجالس النساء أو الرجال، والحياء من الإيمان.